اجدد المواضيع

الأحد، أكتوبر 26، 2014

القاهرة تاريخ يحتضر





 القاهرة".. تاريخ يحتضر!
السَــلامُ عـليكُــم ورحمــة الله وبـَـركــَاتـُـه 



  
●|¦¦|● القاهرة".. تاريخ يحتضر! ●|¦¦|● 


ذاكرة المدن هي مبانيها وأحياؤها التاريخية القديمة، والحفاظ على هذه المباني والأحياء يعني الاحتفاظ بذاكرة المدن قوية منتعشة، أما إهمالها فيعني محاولة شنعاء لمحو التاريخ"، استوقفتني الجملة السابقة وأنا أطالع مجلدًا للدكتورة سهير الحواس بعنوان "القاهرة الخديوية"، تلك المدينة التراثية التي يزيد عمرها على 140 عامًا، وكانت ميادينها وشوارعها وبناياتها خلال تلك الفترة بمثابة متحف مفتوح يضم رصيدًا عمرانيًا هائلا من المباني التاريخية التي تمثل معرضًا لأعمال المعماريين الأجانب الذي استدعوا من فرنسا وإيطاليا والنمسا وبريطانيا من أجل بناء نهضة مصر العمرانية.
لكن وللأسف الشديد وعلى غرار ما يحدث في أفلام الخيال العالمي من تحول امرأة جميلة إلى مسخ قبيح، أصبح وسط القاهرة -التي كان تلقب بـ"باريس الشرق"- نموذجًا للعشوائية والفوضى والانحلال والتوحش العمراني، وانتشرت مظاهر القبح والتلوث البصري والبيئي والضوضاء والازدحام الشديد بصورة تؤذي الأعين وتصم الآذان وتوجع القلوب.
السؤال الجوهري هو: من المسئول عما آلت إليه الأحوال في القاهرة التاريخية؟ وكيف يعود إلى تلك المدينة التاريخية رونقها وجمالها؟ هذين السؤالين وغيرهما الكثير لا يراوحون أذهان المثقفين المصريين وعاشقي التراث والأصالة والمواطنين البسطاء وحتى السياح القادمين للقاهرة من مختلف أنحاء العالم.
قد لا نكون باحثين عن إجابات كاملة مادام لم يخرج الأمر بعد إلى طور النقاش أصلا، لكنها محاولة للتطوع للوقوف إلى جوار هذه المدينة (وتحديدًا وسطها/ مركزها التجاري والسياحي) في محنتها وصراعها من أجل الحفاظ على هويتها ومعالمها أمام الأفكار التطويرية البشعة لجهات الإدارة المحلية، وطمع وجشع رجال الأعمال ذوي السعار المادي، وأصحاب العقول الجاهلة من الطبقة الصاعدة التي امتلكت بأموالها عقارات وبنايات وسط القاهرة، أو الغوغائيين الذين يفترشون طرقاتها بالبضائع الصينية ويتعاركون مع المشترين والمارة بسبب وبدون!.
الماضي الذي كان
رغم أن العشوائية أصبحت داخل معظم أحياء العاصمة المصرية نتيجة التغيرات التي طرأت عليها، فإننا نرثى أن تنضم منطقة وسط القاهرة بالتحديد إلى العشوائية، لأن فكرة إنشائها كانت تسعى في الأساس إلى جعلها تضاهي أجمل المدن الأوروبية، بل إن الخديوي إسماعيل الذي تولى حكم مصر عام 1863 تعمد أن تكون القاهرة كاملة الشبه للعاصمة الفرنسية "باريس"، فأمر بتخطيطها على النمط الأوروبي الذي أبهره في عاصمة النور والجمال من ميادين وشوارع فسيحة وقصور ومبان وجسور على النيل وحدائق غنية بالأشجار والنباتات النادرة، بل إنه طلب شخصيًا من الإمبراطور "نابليون الثالث" أن يقوم المهندس الفرنسي العالمي "هاوسمان" الذي قام بتخطيط باريس بتخطيط القاهرة، فتحولت بذلك إلى تحفة حضارية تنافس أجمل مدن العالم، ولذا أُطلق عليها "باريس الشرق".
وبالفعل تحقق للخديوي إسماعيل ما أراد، حيث أصبحت منطقة وسط القاهرة أو القاهرة الخديوية، بمثابة متحف مفتوح للعمارة يضم الأشكال المنتمية لعصر النهضة والفن الجديد والطرز الكلاسيكية والإسلامية المتطورة والبارونية والفيكتورية واليونانية وغيرها.
وبحسب المهندس المعماري د. أحمد ميتو -صاحب تصميم دار الكتب المصرية "الكتب خانة"- فإن هذا التنوع المعماري الثري الموجود في وسط القاهرة يرجع إلى توجهات الذين قاموا بالتصميمات والتنفيذ، حيث كان منهم فرنسيون وإيطاليون، ولذا فإنها جامعة للطرز المعمارية المختلفة مثل الكلاسيك والإسلامي المتطور وعصر النهضة والآرت والفن الجديد والكلاسيك والبارون والفيكتوري وغيرها.
وعلى الرغم من هذا التنوع المعماري، فإن هناك تناغمًا بين البنايات، فالارتفاعات تكاد تكون واحدة، وتكرار البواكي بطريقة منظمة يعطي الإحساس بالقيمة الأساسية لروعة المباني.
ولضمان أن يكون البناء في القاهرة الخديوية على ذات الطرز المعمارية المتميزة، كان يشترط ألا تقل تكلفة المبنى عن 2000 جنيه وأن يكون متوسط الارتفاع 6 أو 7 أدوار، وكانت واجهات البنايات غنية بالزخارف بحيث تصل إلى التكدس الشديد والتنوع وأحيانا لا تتكرر الوحدة الزخرفية نفسها في الواجهة الواحدة.
ويلاحظ تعدد الطرز في واجهات بعض المباني وهو ما يميزها بالثراء في تصميم وزخرفة واجهاتها، وتتميز هذه الزخارف بالدقة المتناهية في التنفيذ واستخدام قوالب صب مرنة حتى تكون أكثر تجسيمًا وهو أسلوب يندر استعماله حاليًا لارتفاع تكلفته، كما أن العديد من المباني تظهر في واجهاتها مشغولات حديدية مختلفة وأيضا في البلكونات وأبواب المداخل مما يزيد من فخامة ورزانة المباني التي تكون في مجملها طابع عمراني أوروبي الملامح والشخصية.
فوضى وتلوث

التجول في القاهرة رحلة شديدة المشقة

للأسف على رغم من دقة وجمال الوصف السابق فإنه أصبح مشوهًا الآن، فرغم أن بنايات "وسط القاهرة" لا زالت موجودة، فإن حالتها لا تسر عدوًا أو حبيبًا، فزخارفها ومعالم طرزها المعمارية قد أصابها الدمار تارة، والقبح والتلوث البصري تارة أخرى، فبمرور السنين لم يفكر أحد في ترميم الزخارف الأثرية، اللهم إلا بعض المساهمات الفردية من قبل ملاك وقاطني العقارات الذين اكتفوا فقط بطلاء الواجهات بأردأ أنواع الدهانات.
وبينما كان زائرو وسط القاهرة وقاطنوها يتمتعون بالسير على الأقدام في شوارعها وميادينها حتى أربع أو خمس عقود، بات الآن التجوال في وسط القاهرة بمثابة رحلة شديدة المشقة، نظرا لمظاهر القبح والتلوث البصري والازدحام الشديد في تلك المدينة التي استسلمت لعبث الجهلاء الذين أزالوا جمالها في تعدٍّ وحشي وسافر على التاريخ والتراث، وخنقوا أنفاس المدينة بعوادم السيارات وأنفاس ذلك الحشد الكبير من البشر الذي يطؤها كل يوم، فباتت المدينة الجميلة على وشك الاحتضار.
ويرثي الفنان التشكيلي د. صلاح عناني، الحالة التي كانت عليها وسط البلد وقت إنشائها حيث كانت مدينة نموذجية في التخطيط والتصميم، وعلى مدار التاريخ كانت شوارعها قِبلة لكل باحث عن التمتع بالسير على الأقدام، ومقاهيها يجلس عليها الطبقة المثقفة ومشاهير الأدباء.
ولا ينكر د. عناني أنه حتى الآن يجلس على مقهى "الجريون" ذلك المقهى الشهير بالقرب من ميدان "طلعت حرب" ومعه نخبة من المثقفين، ولكن يؤكد أن الطريق إلى المقهى مصاب بالشلل ويستغرق ذهابه من منطقة المهندسين" -حيث يقطن- إلى وسط القاهرة أكثر من ساعة رغم أن المسافة بينهما لا تتجاوز 2 كيلو متر مربع فقط.
ويرصد عناني العديد من مظاهر الفوضى في وسط القاهرة، وأهمها ذلك التلوث البصري الذي نشاهده على واجهات بناياتها التاريخية، بدءًا من ألوان الطلاء غير المتناسقة، ومروًا باللافتات المختلفة التي يرفعها أصحاب المحلات على حوانيتهم لتشكل معرضًا فريدًا لأبشع اللوحات المضيئة والخشبية.. إلخ. ولا يتوقف التلوث عند ما يؤذي العين فقط، وإنما التلوث بمعناه الأصلي أيضا تجده منتشرًا في وسط القاهرة ما جعلها واحدة من أكثر مدن العالم تلوثًا في هوائها، فعوادم عشرات الآلاف من السيارات التي تطأ العاصمة المصرية كل يوم تصيب سكانها بأمراض الصدر على اختلاف أنواعها، وبالطبع ينجم عن توافد هذا القدر من الكبير من السيارات أزمة مرورية خانقة تصيب وسط العاصمة المصرية بالشلل في معظم ساعات النهار، ولم تفلح الكباري العديدة التي شيدتها الحكومة المصرية -وشوهت بها جمال المدينة- في حل تلك الأزمة التي تتفاقم يوما بعد يوم، لأن "القاهرة" صممت في الأساس لتسع 4 ملايين نسمة، وليس 20 مليونا كما هي الآن.
المقاهي القديمة نموذجا
ولعل أبرز مظاهر التغيرات التي يمكن رصدها في منطقة "وسط القاهرة" ما شهدته المقاهي القديمة التي كانت فيما سبق منابر ومنتديات أدبية وسياسية تقيمها الطبقة المثقفة التي اعتادت الجلوس فيها، وقت أن كانت القاهرة تعج بحركة أدبية غير عادية أفرزت لنا عشرات الكتاب والمفكرين الذين لا زالت ذاكرتهم محفورة في وجداننا.
أشهر المقاهي في وسط القاهرة هو مقهى "ريش" الذي يقع في شارع طلعت حرب واحتفل منذ عامين بمرور مائة عام على إنشائه، وكان من أبرز مرتادي المقهى الأديب المصري العالمي نجيب محفوظ الذي ذكر أنه كتب قصة "الكرنك" على إحدى مناضد المقهى الذي كان من بين رواده أيضًا توفيق الحكيم ويوسف إدريس والعديد من الروائيين أمثال صنع الله إبراهيم وبهاء طاهر ويوسف القعيد وجمال الغيطاني وإبراهيم أصلان وفاروق جويدة، وفي هذا المقهى أيضا أنشدت كوكب الشرق أم كلثوم أولى أغانيها حين قدمت إلى القاهرة.
أما مقهى "الفيشاوي" بحي الحسين، فاستمد شهرته أيضا من الأديب "نجيب محفوظ" الذي كان يقطن بذات الحي وكان له جلسته الشهيره بالمقهى وربما استمد الكثير من شخصيات رواياته الأدبية من خلال تفحصه لوجوه الأشخاص المختلفة التي تترجل في هذه المنطقة، وقد خصص جزء من المقهى باسم أديب نوبل الراحل.
وما يلاحظ الآن أن ريش والفيشاوي لم يعودا كسابق عهدهما القديم حيث إن أسعارهما المرتفعة جعلت فئات كثيرة تعزف عن زيارتهما، ليقتصر روادهما على كبار الكتاب والمفكرين وعلية القوم والإخوة العرب الوافدين، إضافة إلى الأفواج السياحية الأجنبية التي تفد بانتظام إلى هذه المقاهي كأحد أهم المعالم التراثية في مصر.
ولم يتوقف الأمر عند تحول المقاهي القديمة إلى "كافتريات سياحية" -خمس نجوم- بل إن بعضها قد اندثر من الأساس ولم يعد له وجود، مثل مقهى "متانيا" الذي كان يقع في ميدان العتبة بالقرب من دار الأوبرا الملكية، وكان ملتقى للمشاهير والزعماء السياسيين وارتاده أمير الشعراء أحمد شوقي وشاعر النيل حافظ إبراهيم، جمال الدين الأفغاني، والأمام محمد عبده، ثم هُدم المقهى وشيد برج سكني ضخم على أنقاضه، وحدث شيء مماثل لمقهى "علي بابا" في ميدان التحرير الذي كان قبلة الكثير من الأدباء والمثقفين أيضا قبل أن يتحول مؤخرًا إلى مطعم للوجبات السريعة!!.
ويرصد الكاتب والروائي "مكاوي سعيد" في مجموعته القصصية "مقتنيات وسط البلد" تاريخ المقاهي والأماكن المهمة في منطقة "وسط القاهرة"، ويحكي فيها عن الأماكن التي اندثرت والأخرى التي في طريقها إلى الاندثار، مثل فندق "ناسيونال" الذي تحول إلى "جراج" للسيارات ثم إلى مول تجاري ضخم هو "مول طلعت حرب".
ويبرر "مكاوي" لـ "إسلام أون لاين.نت" ما حدث من تغيرات في الأماكن التراثية بوسط القاهرة واندثار بعضها، بأنه تطور طبيعي لطغيان المادة على المشاعر والأحاسيس في زمن أصبحنا نعطي فيه القيمة للنقود أكثر من تاريخنا وحضارتنا.
تحولات البشر
وما يؤكده "مكاوي" من أن التغير الذي طرأ على "وسط القاهرة" لم يكن فيما أصاب بناياتها التاريخية من تعدٍّ وإهمال فقط، وإنما أيضا تحولات بشرية، توافق عليه د. منى أباظة -أستاذة علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية بالقاهرة- والتي ترى أن سببا رئيسيا لما آلت إليه أوضاع منطقة "وسط القاهرة" من فوضى وتوحش يعود إلى أنها أفرغت من سكانها الأصليين، حيث جرت عمليات بيع واسعة للعقارات التاريخية وتغير ملاك العقارات الأجانب بعد الثورة إلى الطبقة العليا والمتوسطة، ثم تحولت معظم الشقق إلى مخازن للبضائع، ومصانع صغيرة كما نرى في شارع 26 يوليو الذي يفصل بين منطقتي "الإسعاف والعتبة"، وكذا تحول العديد من المباني إلى جراجات وورش لصيانة السيارات مما أضاع المعالم الجميلة من هذه المدينة!.
وترى د. منى أباظة أن منطقة "وسط القاهرة" تحتاج إلى إعادة تخطيط وهيكلة، بحيث تعود العقارات إلى وظيفتها السابقة كأماكن للسكن، وأن تكون الأدوار السفلية فقط للمحال التجارية كغيرها من المدن القديمة "old city" الموجودة في جميع دول العالم، والتي ينعم قاطنوها وزائروها بالسير على الأقدام والتجوال بين محال الأزياء والعطور والمقاهي.
تضيف: "ينبغي أيضا أن يتم منع الباعة الجائلين من افتراش المسافات بين البنايات والشوارع الموجودة في وسط القاهرة حتى يعود لها رونقها وسحرها الذي تميزت به وقت إنشائها وجعلها تضاهي أجمل المدن الأوروبية".
مستقبل غامض
في محاولة لإعادة الروح الجمالية لوسط القاهرة قام الجهاز القومي للتنسيق الحضاري في مصر بالبدء في تنفيذ مشروع لتطويرها، حيث تم حصر مبانيها لترميمها وإعادة تخطيط ميادينها بما يتماشى مع القيمة التاريخية للبنايات القابعة داخلها، ويشمل هذا المشروع تطوير الميادين الثلاثة الشهيرة "التحرير والعتبة ورمسيس".
كما يعد الجهاز لمشروع تطوير شارع قصر النيل المليء بالعمارات الخديوية لجعله يتماشى مع القيمة التاريخية للبنايات القابعة فيه.
وينتقد الكاتب والروائي "مكاوي سعيد" هذا المشروع، لأنه لا يلبي الحاجة الأساسية الملحة التي تحتاجها وسط القاهرة للخروج من محنتها، فالتخطيط الذي يسعى إليه الجهاز القومي للتنسيق الحضاري يهدف فقط إلى ترميم البنايات وطلائها فقط، في حين أن الأمر يستلزم تدخلا حاسمًا لإعادة تخطيط المنطقة ونزع ملكيات المحال التي تسبب الضوضاء والزحام بها -مع تعويض أصحابها الطبع- ثم يتم إعادة طرح هذه المحال للبيع مرة أخرى بما يحقق الحفاظ على سحر المدينة ورونقها الخاص.
كما أن هذا المشروع وإن كان سيعيد القيمة الجمالية للبنايات، فإنه لن يستطيع تغيير عادات البشر الذين تعدوا على التاريخ بقصد وبدون، ولذا خرجت العديد من الأطروحات التي ترى أن الحل هو خروج البشر أنفسهم من وسط القاهرة ومن العاصمة المصرية كلها إلى المدن والضواحي الجديدة.
ويروى "مكاوي" أن هذا الطرح الأخير قد يكون في أحد الحلول للأزمة التي تعاني منها منطقة وسط القاهرة بشكل خاص، والعاصمة المصرية بشكل عام، ولكن بشرط أن يكون هناك نوع من التوازن الاجتماعي داخلها، فلا يعقل أن تكون تلك المدن منعزلة عن محيط العاصمة وضواحيها، أو أن تكون تجمعات للأغنياء فقط مثلما نرى في بعض المدن التي أنشئت على أطراف القاهرة وتحولت إلى منتجعات سياحية للطبقة العليا، لأن هذا الأمر يخلق خللا اجتماعيًّا بحيث ستكون العاصمة وضواحيها للفقراء وتكون المدن الجديدة للأغنياء، وهو أمر بالطبع يكرس التمييز الطبقي وستكون عقباه غير محمودة على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في المستقبل.
الملاحظة التي يجدر ذكرها في هذا المجال أن الزمن لم يجر على "وسط القاهرة" بقدر ما جار عليها من أهلها، فالمشكلة في البشر الذين تملكوها بأموالهم.. وإن كان هناك من يرثى لما آلت إليه أوضاع وسط القاهرة فإننا نرى أن نبدأ برثاء البشر وما آل إليه تفكيرهم من سعار مادي جعلهم لا يعطون أي قيمة للتاريخ بل اعتبروه سلعة تباع وتشترى!!.

ليست هناك تعليقات: