اجدد المواضيع

الجمعة، أغسطس 22، 2014

سيتزن توج رحلته إلى الشرق بإعلان إسلامه












زار الألماني أولريخ كاسبر سيتزن دمشق وجبل الشيخ نهاية عام 1804 وبداية عام 1805، قبيل وفـاة أحمد باشا الجزار بثلاثة أشهر، ضمن رحلته فــي جنوب بلاد الشام.
وفي (مارس) عام 1807 سافر سيتزن من القدس إلى الخليل، ومضى إلى مصر عبر صحراء سيناء، حيث أقام في القاهرة مدة عامين. ومن هناك اشترى لمتحف غوتا مجموعة من 1574 مخطوطة، و 3536 لقية أثرية، والعديد من النمــاذج الصالحــة لعلم المعادن وعلم النبات وعلم الحيوان. وفي عام 1808 زار الفيوم، وأهرامــات الجيزة، وبحيرة قارون، وأضرحــة الملوك المصريين القدمــاء في سقارة. ثم سافر بحراً إلى ميناء ينبع الحجازي، ومنه إلى جدة ومكة المكرمة والمدينه المنورة. وكانت آخر رسالة وصلت منه إلى أوروبا من مكة المكرمة في نوفمبر 1810.
حوادث الأسواق والساحات
تتميز تقاريــر ومفكرات ورسائل سيتزن، والتي جمعها ونشرهــا البروفيسـور فريدريك كــروزة في برليــن عام 1854 في أربعة مجلدات- ولم تترجــم إلى العربية حتى الآن فيما عدا بعض المقاطع، تتميز بمعلوماتها الغنيــة والطريفة. فقــد وصف لقاءاته مع أصحــاب الأملاك والباعة المتجولين والخــدم، وروى حــوادث شاهدها في الأسواق والساحات، ولكن هذه التقارير والمفكرات في الوقت نفسه تفتقـر إلى الترابــط المنطقي، فمن الممكن أن تقرأ معلومة تخص مدينة الدرعية في هضبة نجد في سياق حديثــه عن جبــل الشيخ في بلاد الشام.
والسبب في ذلك انه لم ينسق معلوماتــه ولم يعدّها للنشر، وربما كان ينتظر فرصة سانحة إلى أن ينتهــي من رحلاتـه بشكل نهائي كي يتفـرغ للصياغــة والتحليل، ولكن القدر لم يسعفه. وعلى الرغم من ذلك، فإن رحلات سيتزن ومفكراته ورسومه التخطيطيــة تعتبــر وثيقة مهمة، ومرجعاً لكل المستشرقــين الغربيين الذيــن أتوا بعده، ولعــل ما يميزهــا عن بعض الرحالين أنه يتميز بالنزاهة والصدق.
قــام سيتزن برحلات استكشافية في ألمانيا وهولنــدا والنمسا وهنغــاريا ونشر مقالاته في المجلات المتخصصة، حيث اكتسب سمعة لا بأس بها في الأوساط العلميــة. وفي عام 1802 حصل على وظيفة حكوميــة في بلدتــه جيفير.

آسيا وإفريقيا مجالاً لطموحاته
كان سيتــزن قد تعــرف أثنــاء دراسته الجامعيــة إلى ألكسانــدر فون هومبولدت، واتفقا على القيام برحلات إلى البلدان البعيدة. وفعلاً توجه فون هومبولدت إلى أميركا الجنوبيــة عام 1799. بينما اختــار سيتزين آسيا وإفريقيا مجالاً لطموحاته. وقد حصل سيتزن على دعم معنوي كبير من البروفيسور بلومنباخ مؤسس علــم الأنتروبولوجيا والشخصية الأكاديمية المرموقة في ذلك الزمن.
لا نزال نجهل الكثيــر عن نشأته وحياته، وكل ما نعرفه أنه قضى عشرين سنة يدرس ويتــأهّب لرحلتــه إلى الشرق. فجـــاء إلى سوريا سنة 1805 وأقام فيها بضع سنين، وكتب في رحلته كتابًــا قيّمًا باللغة الألمانيــة قبل أن يعلــن إسلامه ويتوجه لأداء فريضة الحج. فسافر إلى الحجاز، في زيّ درويش اسمه "الحاج موسى"، ودخل مكة حاجاً سنة 1810.
وزار الحجاز عدد آخر من الأوروبيين الرحالة بعد ذلك. وقد كانت حملة الخديوي محمد علي باشا على الحجاز، سبباً في دخول عدد من الأوروبيين مع الجيوش المصرية إلى الأراضي المقدّسة وزيارتهم مكة والمدينة، ومنهم السويسري بيركهارت، والإيطالي فيناتي، والجندي الاسكتلندي توماس.
يوميات تكشف الآثار العربية والإسلامية
جسّدت يوميات الرحالة سيتــزن عدداً كبيراً من الآثـار العربيــة والأديرة والعهود القديمة، منها رهبان دير تيرا سانتا في الأرض المقدسة. واكتشف مغارة قيــل إن النبــي إليــاس اختبأ فيها في العصــور القديمــة وتعتبر مقدسة، وكذلك داريا عرطوز وقطنا. ومازالت كل هذه القرى تقع في منطقة الغوطة.
كما يكشــف الرحالة قمة جبل حرمــون تشع كالفضــة تحت أشعــة الشمس. وعثر لــدى وصوله إلى راشيا على كتابيــن طبعــا في مدينــة فيينــا كتاب الخط الــعربي، طبع في فيينا عام 1792، وتفسير المزامير 1791. وكتب مار يوحنا الدمشقــي كتابيــن حول اللاهــوت اليوناني باللغة اللاتينيــة واليونانيــة وطبعــا في باريس.. أصيبــت سرايا راشيا بأضــرار بالغــة عقب هــزة أرضيــة حصلت منذ 40 عاماً.
وأشار الرحالة إلى أمير منطقــة راشيا الذي يسمى الأمـير أفنــدي "الشهابي" وهو مــن عائلة شهاب، ويسميــه الجميع أفندينا وهـو مازال شاباً. كما اكتشف قصــر الشبـيب فــي جبــل الشيخ حيــث توجــد حتى الآن 4 عواميد، وهــو على بعد أربــع ساعــات باتجــاه جنوبــي شرقــي راشيا.
عمال المناجم وأجرة القنطار
ويكتــب عن دير العشائر شمالي زحلة، آثار وعواميد وكتابات منقوشة على الحجر.
ينسج أهـالي راشيــا الكثير من الأقمشة القطنية ويصنعون بعض المنتجات الحديدية والأحذية. وتصنّع الأواني الفخارية لبيعهــا في دمشق. والتقى الرحالــة ستيــزن أسقــف الروم وسلمه كتاب توصــية. وأكــد في حاصبيا كنيستــان للــروم الأورثوذوكــس وواحــدة للروم الكاثوليك وأخرى مارونية.
ويتحدث الرحالــة عن عمّال المنجم الذين يتقاضون أجرهم حسب عدد القناطير المستخرجة، فيبلغ الأجر بين قرشين ونصف و 4 قروش لكل قنطار. تسبب رائحة القار الشديدة خطراً على صحة العمال، ولاستخراجه يتم ربط العامل بحبل وإنزاله إلى الحفرة. ولكن يحظّر على السكان المحليين العمل في المنجم لحسابهم الخاص.
نهاية الرحلة جثة الرحالة على طريق تعز
ولد الدّكتور أولريخ كاسبر سيتزن في 30 (يناير) عام 1767 في بلدة جيفير، الواقعة ضمن مقاطعة فريزلاند الألمانية. كان والده من ملاك الأراضي الميسورين، فساعده ذلك على الدراسة في كلية الطبّ بجامعة غوتنغن التي تخرج فيها عام 1789، لكنه قرر أن لا يعمل في هذه المهنة.
من عام 1802 بدأ سيتزن رحلته من جيفير إلى فيينا، حيث تعلّم رسم المخططات والخرائط. ثم سافر إلى بوخارست، وعبر البلقان إلى استنبول. في مطلع عام 1805 عاد سيتزن إلى دمشق من إحدى جولاته الاستكشافية، وبدأ رحلة إلى جبل الشيخ (حرمون)، ومنابع الأردن منتحلاً شخصية طبيب يدعى موسى الحكيم، فكان أول أوروبي منذ الحروب الصليبية يزور الأقاليم الواقعة شرقي بحيرة طبرية ووادي الأردن.
وفي سبتمبر من سنة 1811، عثر على جثة سيتزن إلى جانب طريق قرب مدينة تعز اليمنية، ومن المحتمل أن يكون إمام اليمن قد أوعز بتسميمه بعد أن كشف حقيقة شخصيته، حسب رواية الرحالة الإنجليزي جيمس سيلك بكنغهام لدوق غوتا عام 1815.
ومن المعلوم إنه حتى روسيا كان لها اطماعها أيضاً في المنطقة، حيث أرسل القيصر الروسي الرحالة أولريخ كاسبر سيتزن الذي قام برحلته إلى الجزيرة العربية، واستطاع أن يدخل مكة؛ ليحصل على لقب حاج، وبعدها ذهب إلى اليمن، وقتل هناك






ليست هناك تعليقات: