اجدد المواضيع

السبت، نوفمبر 16، 2013

أكيو موريتا







ولد أكيو موريتا في 26/1/1921 في اليابان وكانت عائلته من أعرق العائلات التي كانت تقوم بتصنيع "الساكي" وهو شراب ياباني يصنع من عصير الأرز.اسم أكيو يعني المتميز وكان أكيو اسماً على مسمى فعلاً. أما موريتا فيعني "حقل الأرز السخي" . وكان والده رجل أعمال، ولكن شركة تصنيع الساكي كانت تمر بمرحلة مالية صعبة لأن جد أكيو لم يعط اهتماماً كبيراً للشركة وسلمها لبعض المديرين لتشغيلها. لذلك، كان والد "أكيو" تحت ضغط كبير لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وفي ذلك الوقت ولد "أكيو" .كان عمره 8 سنوات عندما بدأ اهتمامه بالموسيقى من خلال والدته التي كانت شغوفة بالموسيقى الكلاسيكية، والتي كانت تسمعها من خلال آلة "فيكترولا" البدائية، والتي كان صوتها مزعجاً وضعيفاً وعندما تم طرح آلات "فيكتور" باهظة الثمن اشتراها والد "أكيو" لأنه كان يحب الموسيقى من الناحية التقنية وليس من الناحية الفنية فقط.

 
على الرغم من علاماته المنخفضة في بعض المواد، قرر "أكيو" والبالغ من العمر 17 سنة، دخول القسم العلمي، وكان هذا طموحاً متميزاً لطالب متقاعس، واستطاع أن ينجح بفضل دعم أهله وتصميميه المميز.أصيب والد "أكيو" بخيبة أمل عندما علم أن ابنه سيدخل الجامعة ليدرس الفيزياء، وليس إدارة الأعمال أو الاقتصاد. لم يحاول تغيير رأي ابنه، لأنه كان يعتقد بأنه سوف يمل ويترك هوايته ليتبوأ مركزه في شركة العائلة لتصنيع الساكي.دخل "أكيو" الجامعة عام 1940 وكان عمره 19 سنة، وبدأت وقتها الحرب العالمية الثانية وتحولت مختبرات الجامعة إلى مختبرات أبحاث تخدم الجهود الحربية لليابان، والتي شارك فيها.من أهم نقاط التحول في حياة "أكيو" هو عندما تعرف إلى مهندس إلكترونيات لامع، اسمه ماسارو ايبوكا، من خلال مشروع ضم عدداً من الباحثين لتصميم معدات إنتاج للطاقة. كان ماسارو أكبر من "أكيو" بثلاث عشرة سنة، ولكنه أصبح صديقه المفضل.


كان الشريكان حريصين على إنتاج آلة تضعمها في المقدمة، وجاءت الفرصة عندما احتاجت القوات الأميركية المرابطة في اليابان إلى وحدات إرسال وتوابعها كأجهزة دمج الأصوات. وقدم ايبوكا عرضاً لبناء جهاز كبير لدمج الأصوات. واستطاع إقناع الأميركي بوساطة أحد أصدقائه، والذي كان مسؤولاً عن القسم الهندسي لشركة NHK. وعندما قام الجنرال الأميركي بزيارة مصنع موريتا استغرب كيف سيعطي العقد لمكان مملوء ومحاط بالقذارة. لكن لحسن الحظ تم توقيع العقد، وتمت نصيحة الشريكين بتحسين المظهر العام للمصنع لأنه مثير للاشمئزاز.تمّ تسليم الجهاز الجديد في الوقت المحدد، وكان ممتازاً. وعلى الرغم من أن المصنع لم يكن مثيراً للإعجاب، لكنه أنتج منتجات جيدة يتم الاتكال عليها. وابتدأت السمعة الجيدة تنتشر عن مصداقية شركة "موريتا وايبوكا" .

 
في العام 1949، أصبح باستطاعة اليابان شراء أجهزة بث على الموجات العالية، ولكن النقص في الموارد المالية دفع موريتا وايبوكا إلى شراء قسم من هذه الأجهزة، والقسم الباقي تم شراؤه من قبل شركة يابانية متخصصة في الإلكترونيات. وكان النظام يعرف بـ AC-Bias وتم الاتفاق على أن أية شركة تريد أن تستعمل هذا النظام في اليابان يجب أن تحصل على ترخيص من شركتهم، وبعدها اكتشف موريتا أن هناك شركة أميركية كسرت هذه الاتفاقية، وموريتا كان مهيأ لرفع دعوى عليها على الرغم من المصاريف الباهظة التي قد تنتج عن ذلك. هذا الأمر علم موريتا دروساً كثيرة في الصبر وقوة التحمل وانتظر 5 سنوات قبل أن يربح الدعوى.


بدأت "سوني" في التوسع وتوالت التجارب والاختراعات وفي العام 1957 مر موريتا بتجربتين تعلم من خلالهما دروساً كثيرة أرست مفاهيمه وطريقة تفكيره لمدة 30 سنة تالية كان يبيع موريتا جهاز الراديو الصغير إلى كل من يريد شراؤه. ومن خلال زيارة الولايات المتحدة الأميركية تقابل مع شركة تصنيع أجهزة إلكترونية وتدعى: بولوفا. كانت هذه الشركة معجبة بجهاز "سوني" وطلبت 100000 جهاز، وعلى الرغم من أن الطلبية كانت عظيمة بالنسبة إلى "سوني" لكن موريتا فاجأ الجميع عندما رفض العرض لمجرد أن "بولوفا" طلبت أن يسوق الجهاز تحت اسمها وليس "سوني" . وبهذا لم يتأثر "سوني" بالعرض المغري، وتمسك بجهده واسمه وسمعته، على الرغم من أن كل العاملين معه كانوا خائفين من رفض عروض كهذه


كان موريتا على قناعة بأنه لكي ينجح في الولايات المتحدة يجب أن يكون لدى "سوني" فرع قائم بحد ذاته هناك. وفي عام 1960 قرر تأسيس شركة "سوني" في الولايات المتحدة، واكتمل الأمر في عام 1960، لكن شركة "سوني" تعرضت لأول وأسوأ تهديد بالإضراب من بعض اتحادات العمال، وكان ذلك خلال الاحتفال بالعيد الخامس عشر لتأسيها، غير أن تصميم موريتا وعلاقاته الجيدة بالعمال ودبلوماسيته أعادت الأمور إلى نصابها.تتابعت منتجات "سوني" وتطورت، وتم طرح تلفزيون "ترينيترون" وكان موريتا مغامراً ويحب أن يكون الأول في مجاله.وكان أفضل ما اخترع هو المسجل الصغير Walkman والذي أحدث ثورة في عالم الموسيقى . وقد جاءته الفكرة عندما لاحظ أن ابنته ناوكو تترك كل شيء عندما تدخل البيت لتذهب إلى غرفتها لتستمتع إلى الموسيقى فسأل نفسه: "لما لا تنتج جهازاً صغيراً وسهل الحمل يجعل الموسيقى حولنا وفي الوقت نفسه لا تزعج الآخرين؟"


يقول موريتا عن كيفية ابتكار الأفكار المميزة أنه كان يبحث دائماً عن مشكلات يعاني منها الناس، ويحاول إيجاد الحل لها. وأغلب منتجات "سوني" كانت حلولاً.كما يقول: "إن أعظم استثمار هو الموارد البشرية لأن نجاح أية شركة يعتمد بشكل مباشر على موظفيها وكيفية تمثيلهم لها.لذلك نؤمن بتطوير مهارات موظفينا ونجعلهم يحسون، أنهم بين عائلاتهم، ولن تنجح أية شركة لا تستطيع أن تخلق ولاء موظفيها وتجعلهم يحسون بأن الشركة شركتهم" .كان موريتا يكلم موظفيه قائلاً: " أنتم لستم في الخدمة العسكرية، لقد اخترتم العمل معنا، وهذا يحملكم مسؤولية، وإذا اخترتم العمل معنا فإننا نتوقع منكم العمل لعشرين أو ثلاثين سنة آتية، ونحن لا نستطيع أن نجعلكم سعداء لأن السعادة شيء نابع منكم وتحكمه القناعة.



  
 
 اقرأ ايضاً
 
 
 

هناك تعليقان (2):

Unknown يقول...

سبحان الله .. دوما طريق النجاح يبدأ بـ ( إصرار )

حياتي يقول...

عبير علاو

اشرق نورك وتهيئ الفرح بقدومك

تحياتى لكِ عزيزتى على جميل المرور

زهرة