اجدد المواضيع

الأحد، نوفمبر 27، 2011

صور الشجرة الخزان في السودان : African Boabab





تكملة لموضوعنا السابق فإن اشجار التبلدي أفرعها قليلة، العدد متباعدة عن بعضها، متجهة إلى الأعلى تشبه المجموع الجذري للأشجار، وبهذا الشكل فشجرة التبلدي عندما تكون عارية من الأوراق تبدو وكأنها مقلوبة رأساً على عقب جذورها في الهواء وأفرعها داخل التربة.






شجرة االتبلدي متساقطة الأوراق وهي حالة نادرة في الأشجار النامية في المناطق القريبة من خط الإستواء .
تسقط أوراق الأشجار مع بداية موسم الجفاف الذي يبدأ منذ شهر تشرين الأول(أكتوبر) وتبقى عارية من الأوراق حتى بداية فصل الأمطار الذي يبدأ في شهر حزيران (يونيو) حيث تورق الأشجار.
والأوراق كبيرة مركبة كفّية تتكون من خمسة إلى سبعة وريقات كبيرة ،وهذه الأوراق غنية بالسكريات والبوتاسيوم وفيتامين C ، واليانعة النامية حديثاً منها تكون طرية طازجة تستعمل من قبل السكان المحليين كخضراوات ، مثل السبانخ والسلق أو الملوخية تؤكل بعد طبخها، أو تجفف هذه الأوراق وتطحن لتستخدم في تحضير بعض الأطعمة المحلية ، وللأوراق تأثيرات علاجية فهي تستخدم لمعالجة الحمى.



في نهاية موسم الجفاف وعندما تورق الأشجار تبدأ البراعم الزهرية بالانتفاخ وذلك في فترة ما بعد الظهر وعندما يحل المساء تتفتح الزهرة، والأزهار متدلية كبيرة يتراوح قطرها بين 10-12سم، لها عنق طويل سميك ، أوراقها التويجية بيضاء شمعية كبيرة تكون منحنية إلى الأعلى ، ويشغل وسط الزهرة الميسم ذو القلم الطويل والكبير والذي تنتشر حوله الكثير من الأسدية ذات الخيوط البيضاء والمتوك البنية اللون وبذلك يبدو كفرشاة الحلاقة .
لا تدوم مدة تفتح الأزهار إلا لفترة قصيرة إذ عندما ينبلج الصبح تكون قد إنغلقت وذبلت وتغير لونها من الأبيض إلى الأبيض الضارب إلى السمرة، بعد أن تم تلقيحها بواسطة خفافيش الليل التي تنجذب إليها بسبب الرائحة العطنة التي تفرزها الأزهار أثناء تفتحها ، وتزور هذه الحيوانات الأزهار لتتغذى على المياسم الكبيرة وتمتص الرحيق منها، وطبيعي أن لا ترى الخفافيش ليلاً عندما تزور الأزهار ولكن يستدل على ذلك من آثار مخالبها التي تتركها على الأوراق التويجية والأزهار التي لم تلقح تسقط من الشجرة حيث تستسيغها حيوانات الرعي كالأغنام والماعز.



بعد التلقيح والإخصاب تعقد الثمار التي تسمى في السودان : القنقليز، وهي عبارة عن علبة لا تنفتح لحالها،كبيرة بيضوية أو كمثرية الشكل يصل طولها إلى 30سم ، سطحها مخملي الملمس بسبب الزغب الكثيف ذو اللون الرمادي أو البني المائل إلى الصفرة والذي يغطي قشرتها السميكة والصلبة القاسية.
يملأ جوف الثمرة عدد كبير من البذور الكلوية الشكل والتي تكون بحجم حبة الفاصوليا ذات القشرة البنية الغامقة، وتفصل البذور عن بعضها مادة هشة دقيقية القوام ، لونها أبيض عسلي ، حامضية الطعم قليلاً، تحتوي على كميات عالية من فيتامين C وحامض التاتاريك، وحامض الستريك، ولها خاصية الذوبان في الماء،.


ومن هذه المادة الدقيقية، يعمل في مناطق زراعة الأشجار في أفريقيا، وخاصة في السودان، يعمل منها مشروباً منعشاً ملطفا،ولازالت صناعة المشروب تجري على نطاق ضيق ، ولم يتم تصينعه وتعبئته على نطاق صناعي تجاري. وللحصول على المشروب تنقع البذور وما يحيط بها من مادة اللب هذه في الماء لفترة زمنية لا تقل عن الساعتين ويصفى السائل بواسطة المصفيات لإزالة الشوائب ،ثم يضاف إليها السكروبعض الحوامض ومواد ملونة ومواد حافظة ثم يتم ترشيحه ثانية. وعند التعبئة التجارية يتم تصفيته بالطرد المركزي ، ويضاف إليه غاز ثاني أكسيد الكاربون ليعيطيه التأثير المنعش ،إن محتويات اللب العالية من مادة البكتين تساعد على حفظه وشراب القنقليز إضافة إلى أنه منعشاً ولذيذا، له فوائد علاجية أيضاً، إذ يفيد هذا المشروب عند تناوله في معالجة الحمى والإسهال ووقف النزيف. و تطحن البذور ويغلى المسحوق ليشرب سائلاً حاراً كالقهوة.















شجرة التبلدي تحترمها الأقوام والجماعات التي تقطن في منطقة إنتشارها في أفريقيا ، فهي عندهم شجرة الحياة ، ترمز إلى الخصوبة والعطاء ، لذلك فالسكان المحليين عند إنتقال محل سكنهم من قرية إلى أخرى عليهم أن يأخذوا معم بذور شجرة التبلدي لزراعتها في موطنهم الجديد.





وهذا الإحترام نابع من المعتقدات والأساطير والحكايات الشعبية التي تروى عن هذه الشجرة:
فالناس هناك يعتقدون بأن من يشرب من الماء المستخلص من عصر قلف الأشجار فستصبح لديه القوة والشجاعة ، وفي بعض المناطق الأفريقية يعمد الناس غسل جسم الأطفال الصغار بماء القلف هذا ليكونوا أقوياء وأبطال المستقبل، ولكن لا يجب أن يستحم الطفل لفترة طويلة في الماء كي لا يصبح بديناً، كما يجب الإنتباه أن لا يُبلّ رأسه بهذا الماء كي لا يصبح ضخماً منتفخاً.


وهناك إعتقاد بأن من يمتص رطوبة البذور (القليلة الرطوبة أصلاً) فسيحصل على الحماية من التعرض لمهاجمة التماسيح، بينما من يأكل البذور فهو سيجلب إليه خطر التماسيح.



وخوفاً من فاجعة تصيبهم لا أحد يجازف بقطع زهرة الشجرة لاعتقادهم بان أرواح الأسود تسكن هذه الأزهار، ومن يقطع زهرة منها فسيكون مصيره الإفتراس من قبل الأسود.


وشكل الشجرة الذي تبدو فيها وكأنها مقلوبة رأساً على عقب أوحى بالكثير من الأساطير والمعتقدات الشعبية ، فيقال أن الجدة الأولى لهذه الأشجار ارتعبت من الفيلة ومن خوفها وضعت رأسها في التربة. أما الأسطورة الأفريقية فتقول: أن الإله الخالق ضجر من كثرة تنقل هذه الشجرة فانتزعها من جذورها وقلبها رأساً على عقب فأصبحت أغصانها في التربة وجذورها سائبة في الهواء لتُجبر على البقاء في مكانها



.
أما في المناطق التي تسكنها ألأقوام العربية، فتقول الأسطورة أن الشيطان هو الذي قلعها من جذورها وقلبها في الأرض .
واسطورة أخرى تقول: أن شجرة التبلدي هي أول شجرة أنبتها الخالق على وجه الأرض ، وبعدها خلق نخلة التمر بجذعها الطويل وقامتها السامقة الشامخة ، وعندما رأتها شجرة التبلدي ثارت غيرتها متبرمة : لماذا لا أكون أطول من النخلة؟ وعندما أنبت الخالق شجرة التين الجميلة المهيبة، توسلت إلى الخالق أن يكون لها ثماراً لذيذة مثل ثمار شجرة التين، فنفذ صبر الخالق مقتلعاً إياها من جذورها قالباً إياها في الأرض رأساً على عقب، كي لا تتبرم بعد ذلك

، وهي أسطورة ترينا مايجلبه عدم الرضا والرغبات البليدة ، وتحث الإنسان على أن يقنع بما لديه أو ما هو عليه ، فالقناعة كنز لا يفنى.


ولغرابة مظهر الشجرة وهي عارية من أوراقها بين أقرانها الأشجار الدائمة الخضرة لازالت تروي الأمهات والجدات حكايات للأطفال نابعة من خصوصية هذه الشجرة، فالحكاية السودانية تقول:



أن شجرة التبلدي، دعت كل حيوانات الغابة من نمور وأسود وذئاب وقرود وفيلة إلى حفلة ختان أولادها فأكلوا وشربوا ورقصوا فرحين بالمناسبة، وأثناء الحفل تلبدت السماء بالغيوم ، وقبل أن يستطيعوا اللجوء إلى مكان يحتمون فيها ،هطلت الأمطار بغزارة، مما دعى الحيوانات إلى الهرب مسرعين . أثناء الهرج والمرج دعس الفيل أولاد شجرة التبلدي ، فحزنت الشجرة على موتهما، ولحزنها العظيم سقطت أوراقها ألماً على فراق أولادها. 


التبلدي شجرة إستوائية ومع ذلك فهي تتحمل الجفاف كما تتحمل المناخ الرطب ، تنمو في مناطق الغابات وتزرع بكثرة في المنازل الريفية، كما تشجر بها المدن ، المتنزهات وشوارع المرور ، وعلى جوانب الطرق الخارجية، وفي بعض المناطق هي من الأشجار المحمية التي يمنع قطعها، ومنذ العام1941 فشجرة التبلدي تتمتع بالحماية في دولة جنوب إفريقيا.



ويقول الشيخ مراد محمد إيدام أحد ملاك إحدى الأشجار التي أطلق عليها اسم «الغبشة» إنه لا أحد من الأجيال الموجودة يعلم كيف أجريت عملية التجويف وكم أخذت من الوقت، لكن هناك من يعرف كيف تجرى عملية توسعة مدخل التجويف حتى تسهل عملية إدخال الدلو وسحبه أثناء التفريغ.
وأضاف الشيخ مراد إن هذه الشجرة يتوارثها الناس أبا عن جد وتؤول أحقية إدارتها لمن يقوم برعايتها وتهذيبها وتنظيفها من الداخل بجانب تنظيف الأرض من تحتها.






وذكر أنه بعد هطول الأمطار تتجمع المياه من جهات مختلفة تحت شجرة التبلدي التي لا تنبت إلا في مناطق منخفضة عن المناطق الأخرى من حولها، مشيرا إلى أن امتلاء حوض الشجرة يدفع بعض ملاكها إلى التعاون في عملية التعبئة عبر دلو من الجلد أو من أحد المصنوعات الأخرى من البلاستيك.


وأوضح الحاج جمعة إسماعيل أن هناك من يتفاءل بهذه الشجرة، بل إنها اتخذت شعارا ورمزا للمنطقة. وقال إسماعيل إن المياه عندما تعبأ داخل جوف الشجرة تكون ممزوجة بالطين وأكثر كدرا من غيرها، وبعد أيام قلائل تصبح صافية ونقية بدون أي رائحة أو لون. كما أن الأشجار المجوفة تسقط أوراقها عقب توقف فصل الخريف، فيما تواصل الأشجار غير المجوفة اخضرارها طوال فترة الشتاء، الأمر الذي يرجعه سكان المنطقة إلى سر غريب.



الملاز الآمن الجزء الاول


الملاز الآمن الجزء الثانى



الملاز الآمن الجزء الثالث










مع خالص تحياتي

هناك 4 تعليقات:

هبة فاروق يقول...

موضوع رائع
ومعلومات جديده لم اكن اعرفها
شكر على الافاده

حياتي يقول...

هبة فاروق

الاروع مرورك عزيزتي

اسعدني تواجدك

وكل عام وانتِ بالف خير

دمتِ بكل ود وحب

زهرة

smile to life يقول...

شكرا لك ع هده المعلومات الرائع
واشكرك علي هده المدونه الرائعه ولك كل التقدير
samar

حياتي يقول...

smile to life

الاروع مرورك غاليتي

واشكر تواجدك وارجوا الا تحرمينا منه

دمتِ بكل خير وود

زهرة