كنوزالمعمارالمصري وروعتها الجزء الثالث (1)

37- قصر عابدين

يحكى لنا مصمم قصر عابدين المهندس الفرنسي( دي كوريل رو سو) فى كتاباته

فجأة وبدون ايه مقدمات دخل مكتبي رجل متوسط القامة ولكن تبدو عليه علامات الثراء والبذخ ولكنه ذو هيبة وسحب كرسيا وجلس عليه صامتا لفترة ثم قال لي أريدك أن تقوم بوضع تصميم لقصر خاص بي .

4

فقلت في نفسي هذا شئ بسيط وقمت من فوري واريته العديد من التصاميم لفيلات وقصور عديدة فلم يعجبه شئ من تلك الرسومات وقال لي أنت لم تفهم ما اعنيه أنا اريده قصر كبير فخم لا يوجد مثله في مصر فنظرت إليه مستفهما فقال مهما تكلف هذا القصر من أموال آو طلب من عمال لبنائه فأنا أريد قصر يليق بمقر دائم لحكم مصر بدلا من قلعة صلاح الدين فنحن الآسرة العلوية نبحث عن مكان يجسد قوتنا وملكنا ويعكس ثراءنا ويكون بعيدا عن القلعة ، هنا زادت دهشتي ولم انطق بكلمه فقد عرفت هذا الرجل انه الخديوي إسماعيل بنفسه

5

وهم الرجل بالانصراف وأنا لازلت في دهشتي وقبل أن يغادر مكتبي قالها بصوت الواثق : أريد التصميم في أسرع وقت

ويبدو أن صوت الرجل جعلني لا أضيع دقيقه واحده في التردد فبدئت بتجهيز أوراقي وأقلامي وبدئت باستدعاء كل ما تعلمته عن الهندسة والبناء وبدئت العمل و ها هي ملامح القصر تتشكل على الورق أمامي وعلى مساحة 24 فدان جعلت منها 5 أفدنه للقصر و 19 فدان حدائق. 

6

7

8

القصر يتكون من دورين وبه 500 غرفة وقاعة هذا بخلاف الممرات ذات ألارضيه من الرخام الملون المنقوش بالمرمر.. 

9

10

آما الأبواب والنوافذ فمن الزجاج الملون وعليه لوحات ملونة لأشجار وبحار وملائكة وطيور.. 

11

آما الأسقف فعليها نقوش فنية دقيقة هندسية بارزة ومذهبة.. تحتوى على زخارف عربية وإسلامية وإيطالية.. 

12

آما السلالم فكانت تتسم بالفخامة .

13

14

الدور الأول يحتوى على صالون قناة السويس والذي طلب منى تصميمه ليتم الاحتفال فيه بافتتاح قناة السويس تحول الى مكتب الرئيس لاحقا.

18

وهذا الصالون يؤدى ألي الشرفة المؤدية ألي ميدان عابدين.

19

وعدد من الصالونات تتميز بلون جدرانها مثل الصالون الأبيض

20

21

22

والأخضر

23

وسوف تستخدم في استقبال الوفود الرسمية أثناء زيارتها لمصر وهناك عدد من القاعات منها قاعة (محمد علي) وآلتي تعتبر من اكبر قاعات القصر وأفخمها.. 

24

25

26

27

28

وأمامها مسرح يعد قمة وتحفة فنية لا مثيل لها في ذلك الوقت فهو يضم مئات الكراسي المذهبة وفيه أماكن ‏‏معزولة بالستائر خاصة بالسيدات. 

29

آما قاعة العرش فهي قاعة عربية الطراز أرضيتها من الباركيه.. ولها باب يفصلها عن قاعة أخرى هي قاعة الحرملك، التي لا يسمح لاحد بالدخول أليها ألا لعدد محدود يحمل علامات مميزة..

قاعة الطعام وهى من روائع هذا القصرتحفة فنية تتجلى فى ابهى صورة بفضل الزخارف والالوان والتماثيل والاثاث الثمين والتحف التى لا تقدر بثمن وصممت وزخرفت بأيدى المعمارى فابريسيوس

الباب

37

قاعة طعام اخرى فائقة الجمال ورائعة فى نقوشها ومنحوتاتها

38

الصالة البيزنطية من اكثر قاعات القصر روعة .. جمعت في تصميمها

ونقوشها بين الفن البيزنطي والقبطي وتستخدم لتجمع الضيوف قبل الدخول لقاعة الرقص

39

ومن قاعة العرش يبدأ من هناك ممر طويل يقود ألي الجناح الملكي المفروش بأفخر أنواع السجاد.. ويتكون الجناح من عدة غرف إحداها مكتب..

وقاعة اجتماعات

40

وأخرى صالون..

41

42

ثم حجرة النوم للملك ويطلق عليه الجناح البلجيكى وهو اجمل واروع اجنحة القصر واطلق عليه الجناح البلجيكى نظرا لان اول من اقام به كان البرت الاول ملك بلجيكا والحمام 

43

وجناحا الملكة والملكة الوالدة (جناح الملكة نازلى) . 

44

45

46

وهناك أيضا جناح الضيوف الأجانب.. وتمم تصميمه لإقامة ‏ضيوف مصر المهمين أما الدور الأرضي فيضم حديقة القصر.. وصيدلية للأدوية النادرة.. وفي مواجهتها المطبعة الملكية و أدارتها.. كما يضم مكتباً للملك ويضم كذلك ورشة المكوجية الحكومية والخاصة.و ‏مكتبة تحتوى على ما يقرب من 55 ألف كتاب.

الجزء الثانى

عرضت التصميم على الخديوي فوافق وطلب البدء بالتنفيذ فبحثت فى أنحاء القاهرة عن مكان يصلح لبناء هذا القصر الكبير حتى وجدت مكان شرق النيل في منطقه تسمى بركه الشقاق في منطقة الدرب الجديد وهى عبارة عن منطقه مزدحمة بالحواري والازقه وان كان بها بعض القصور المتناثرة ومنازل بعض الباشوات أيضا ففيها منزل راغب باشا والأمير حيدر باشا وقصر عابدين بك وبيت شربتلى باشا وبيت خورشيد باشا وبيت عبد الرحمن كتخدا وكان بها أيضا الكثير من الجوامع ولبناء القصر يجب تمهيد المنطقة المحيطة به لتليق بقصر الخديوي فرفعت الآمر ألي الخديوي إسماعيل فقرر الخديوي شراء كل المنطقة بحواريها وازقتها وقصورها وبيوتها وجوامعها لتدخل ضمن نطاق الحي الجديد والذي سيحيط بالقصر وطلب أن يشق شارع كبير يربط الحي الجديد بطوله فتم تصميم شارع يبدء من جهة اليسار عند حارة "درب الملاحفية" ويمتد حتى شارع درب الجماميز عند أول القاهرة الفاطمية بواسطة قنطرة أطلق عليه شارع عابدين .

ساحة النافورة احد مشتلات القصر

47

أمر الخديوي إسماعيل بعد شراء كل المنطقة بهدم وازلة معظم تلك البيوت والقصور بل والجوامع أيضا حتى لا تحول دون استقامة الشارع أو تحد من اتساع القصر المزمع إنشاءه فأمر بهدم قصر عابدين بك وهو أحد القادة العسكريين في عهد محمد على باشا وتم هدم دار عثمان بك ابن إبراهيم الكبير وزقاق الصيادين وعطفه الحلوة وحارة خوخه ومعظم عطفه الحلواني وجزء من حارة قواديس وحارة الزير المعلق وعطفة الدماشة وعطفة المقدم وحوش المقدم والدرب الجديد وعطفه خوخه والحديقة آلتي كانت تمتد حتى مشارف باب اللوق وحمام عابدين الشعبي وجامع الزير المعلق وجامع محمد المبدول وجامع الكريدى وجامع عبد الرحمن كتخدا وميضه جامع جميزة وزاويه الشيخ شحاته وزاويه عابدين بك وضريح سيد الأشراف وضريح سيدى محمد الغريب وضريح الشيخ التميمى إلا أنني قد واجهتني مشكله آلا وهى رفات المشايخ المدفونة في تلك الجوامع والتي تعد مزارات دينيه مقدسة عند العديد من طوائف الشعب المصري فرفعت الآمر للخديوي والذي أمر بإنشاء مدفن جديد بجوار جامع الخلواتى ونقل معظم الرفات إليه ماعدا رفات محمد بك المبدول فقد بنى لها جامع جديد ملاصق لأسوار القصر ورفض هدم ضريح سيدي بدران رغم انه يعترض البناء ( ربما ليمتص غضب المصريين من هدم باقي الاضرحه ) آذن ليس هناك مفر من إدراجه ضمن تصميم القصر .

استمر العمل بكل جد حتى قد جاء الوقت وبعد عشر سنوات من بدء العمل في 1863تم الانتهاء من بناء القصر بعد أن كلف الخزانه حوالي 700 آلف جنيه وصرف على الأثاث والتجهيزات حوالي 2 مليون جنيه.

48

انتقل ألي القصر الخديوي وآسرته وخدمه وحاشيته تاركا القلعة بعد أن ظلت رمزا لحكم مصر طوال ما يزيد على ستة قرون

وبمرور الوقت تحول الشارع الجديد " شارع عابدين " والذي كان يبدأ من الأوبرا وينتهي عند القصر تحول إلى مكان إستراتيجي مفضل للأمراء ورجال الحكم وذلك لقربه من قصر الخديوي وكان محظورا على آي مصري المرور أو التجول في تلك المنطقة فقد تحول هذا الشارع إلى أحد مظاهر المجد للآسرة الحاكمة ولم يكن من المنطقي أن يطلق على الشارع اسم "عابدين" وهو كان أحد مستخدمي "محمد على" لذا تم تغير اسم الشارع إلى شارع إبراهيم باشا ابن محمد على وتم وضع تمثال له في أول الشارع

ومرت الأيام وافل نجم قصر عابدين مثله مثل كل شئ فى الدنيا وتحول من مكان ينظر اليه كمصدر لقوة مصر ومنارة لباقى الدول المحيطه تحول الى متحف ولكنه متحفا في غاية من الثراء التاريخي

49

حيث كان أبناء وأحفاد الخديوي ‏إسماعيل الذين حكموا مصر من بعده مولعين بوضع لمساتهم على القصر وعمل الإضافات ‏‏التي تناسب ميول وعصر كل منهم، وقد تم ‏ترميمه حديثا ترميماً معمارياً وفنياً شاملاً، وقد شملت هذه الأعمال تطوير وتحديث متحف ‏الأسلحة بإعادة تنسيقه وعرض محتوياته بأحدث أساليب العرض مع إضافة قاعة إلى ‏المتحف خصصت لعرض الأسلحة المختلفة التي تلقاها رؤساء مصر من الجهات الوطنية المختلفة.‏

أما المتحف الثاني بالقصر فهو مخصص لمقتنيات أسرة محمد علي باشا من أدوات وأواني ‏من الفضة والكريستال والبلور الملون وغيرها من التحف النادرة. وقد ربط مجمع للمتاحف المتنوعة بخط زيارة واحد يمر من خلاله الزائر ‏بحدائق القصر 

صور لمتحف الفضيات

50

51

52

53

54

55

الان مع صور لحدائق القصر

56

57

58

59

60

61

من ملحقات القصر

كشك الموسيقى

65

كشك الشاى

68

من اشهر معالم القصر بوابة باريس

70

مسجد الفتح 1338 هجرية = 1920م

71

يقع هذا المسجد فى الشارع الخلفى لقصر عابدين متداخلا فى حدود حديقة القصر، وكان يعرف بمسجد عابدين نسبة إلى منشئه أمير اللواء السلطان عابدين بك الذى أنشأه سنة 1141 هجرية = 1728/ 29م.

ولم يبق من هذا المسجد غير منارته ومدخله المشرف على شارع جامع عابدين، أما باقى المسجد فقد أمر الملك فؤاد فى أوائل سنة 1336 هجرية = أوائل سنة 1918م بتجديده تجديدا شاملا مع الاحتفاظ بمنارته القديمة ومدخله الأصيل، وللمسجد مدخلان أحدهما المدخل السابق الذكر والآخر المدخل الملوكى الذى يتصل به من حديقة القصر العامر، ويقوم أمامه رواق ترتكز عقوده على عمد رخامية يؤدى إلى طريق تصله من أقرب طريق للمسجد، وهى طريق مسقوفة تعلوها قباب صغيرة.

ويشغل المسجد من الداخل حيزا مربعا طول ضلعه 17 مترا تقريبا تغطيه قبة كبيرة تتوسطه، وهى محمولة على أربعة عقود ترتكز على أربعة عمد من الجرانيت الأحمر وقد حليت تيجانها بالنقوش المذهبة، وتغطى أركان المربع أربع قباب صغيرة أخرى. وقد تجلت العناية بزخرفة القباب والأسقف وبدا أثرها الرائع فى نقوشها المموهة بالذهب وقد شهد كل من رآها بأنها طرفة من بدائع الفن الزخرفى، ويحيط برقبة القبة الكبيرة طراز مكتوب بالخط الجميل وفيه آية من آيات القرآن الكريم يليها اسم الملك فؤاد وتاريخ الفراغ من البناء سنة 1338 هجرية. وتكسو جدار المسجد من الداخل وزرة من الرخام الملون ويتوسطها جدار القبلة محراب مكسو بالرخام الملون أيضا، ويقوم إلى جواره منبر رخامى جميل، وقد فرشت أرض المسجد بالرخام الملون بأشكال هندسية بديعة , أما إضاءة المسجد فقد نسقت تنسيقا رائعا إذ تنبعث من خلال ثريا كبيرة من النحاس المفرغ ذات أشكال زخرفية غاية فى الأناقة، وهى معلقة بسلاسل نحاسية مدلاة من القبة الكبيرة وثريات أخرى صغيرة بديعة الشكل مدلاة أسفل العقود.

هذا عن قصة القصر وملحقاته ولكنى احببت ان اخذكم فى رحلة مصورة بين جنبات القصر فى الماضى فى العهد الملكى 

88

اما عن الطراز المعمارى للقصر فهو يعود الطراز الكلاسيكى الحديث المتأثر بطراز الباروك و يذكر ان القصر قد تعرض لحريق فى عام 1891 وقد استعين بالمعمارى النمساوى الكبير Joseph Urban لاصلاح ما تلف من الحريق 

وعن هذا المعمارى ولد في فيينا ، النمسا فى 26 مايو 1872، توفي في مدينة نيويورك فى 10 يوليو 1933 درس الهندسة المعمارية واشتهر ايضا فى مجال الرسوم التوضيحية فى كتب الاطفال له كثير من الاعمال المعمارية خلال حياته فى الولايات المتحدة الامريكية منها ما هو قائم ومنها ما ازيل مثل 

The Louisiana Purchase Exposition

فى سانت لويس ميسورى

89

91

وهو احد القصور الرئاسية الامريكية فى بالم بيتش فلوريدا

Paramount Theater

92

Ziegfeld Theatre

فى منهاتن نيويورك

93

Hotel Bossert

فى مدينة نيويورك

94

Bedell Department Store

مدينة نيويورك

95

William Penn Hotel

فى بيتسبرج بنسلفانيا

96

Central Park Casino

97

هامبورج نيو جيرسى

وله الكثير من الاعمال الاخرى وفى النهاية اخوانى سراى عابدين دار بداخلها اهم الاحداث فى العهد الملكى والجمهورى ايضا فهى ليست قيمة تاريخية كمبنى ولكن كانت قيمة سياسية هامة جدا لمصر عبر العقود الماضية وشهدت العديد من الاحداث واللقائات بين قادة مصر و ضيوفهم الكرام من شتى بلاد الدنيا 

==========================