العثمانيون في اليمن
تعرضت سواحل الجزيرة العربية والموانئ المهمة فيها إلى غزو برتغالي استعماري، منذ أن وصلت الكشوف البرتغالية إلى رأس الرجاء الصالح في جنوبي إفريقيا، وقد تعدت ذلك إلى الهند. فظهرت المراكب البرتغالية في منطقة البحر الأحمر عام 1505م، ووصلت خليج عدن وجزيرة سوقطرى. وقد حاول المماليك الوقوف في وجه البرتغاليين، وبنوا أسطولاً لذلك، ولكنهم هزموا في وقعة ديو في المياه الهندية عام 1509م. وهزم البرتغاليون الأسطول المملوكي في البحر الأحمر، ولجأ السلطان المملوكي إلى طلب العون من العثمانيين. وهكذا تركز الحكم البرتغالي في مناطق من البحر الأحمر، والخليج العربي، وأصبحت لهم قاعدة عسكرية وتجارية في هرمز، وهددوا بذلك التجارة العربية في المحيط الهندي، واستطاعوا بشكل تدريجي أن يحتكروا التجارة فيه، وظلوا فيه حتى عام 1032هـ، 1622م.
تعرضت سواحل الجزيرة العربية والموانئ المهمة فيها إلى غزو برتغالي استعماري، منذ أن وصلت الكشوف البرتغالية إلى رأس الرجاء الصالح في جنوبي إفريقيا، وقد تعدت ذلك إلى الهند. فظهرت المراكب البرتغالية في منطقة البحر الأحمر عام 1505م، ووصلت خليج عدن وجزيرة سوقطرى. وقد حاول المماليك الوقوف في وجه البرتغاليين، وبنوا أسطولاً لذلك، ولكنهم هزموا في وقعة ديو في المياه الهندية عام 1509م. وهزم البرتغاليون الأسطول المملوكي في البحر الأحمر، ولجأ السلطان المملوكي إلى طلب العون من العثمانيين. وهكذا تركز الحكم البرتغالي في مناطق من البحر الأحمر، والخليج العربي، وأصبحت لهم قاعدة عسكرية وتجارية في هرمز، وهددوا بذلك التجارة العربية في المحيط الهندي، واستطاعوا بشكل تدريجي أن يحتكروا التجارة فيه، وظلوا فيه حتى عام 1032هـ، 1622م.
أصبح على الدولة العثمانية الإسلامية مهمة حماية ديار الإسلام من الغزو البرتغالي الاستعماري الذي هدد هذه الديار واحتل أجزاء منها. وقد تصدى العثمانيون للبرتغاليين بعد أن تمكنوا من دخول البلاد العربية، وأنهوا بذلك الخلافة المملوكية بعد دخولهم بلاد الشام على أثر وقعة مرج دابق عام 922هـ، 1516م، وبلاد مصر على أثر موقعة الريدانية عام 923هـ، 1517م، وأرسل الشريف بركات شريف مكة مفاتيح الكعبة والهدايا مع ابنه (أبونمي) إلى السلطان سليم الأول في مصر دلالة على تبعية الحجاز للسيادة العثمانية بشكل سلميّ.
أما بالنسبة لليمن فقد أعلن الأمير المملوكي إسكندر تأييده للسلطان سليم الأول، فأرسل السلطان سليم الأول فرمانًا يقضي باستمرار إسكندر واليًا على اليمن من قبل العثمانيين، وأمر إسكندر بذكر اسم السلطان العثماني في خطبة صلاة الجمعة. وقد تميزت الفترة بين 924- 945هـ، 1518-1538م باضطراب كبير في أحوال اليمن، ولم تكن السلطة في اليمن موحدة ومستقرة. فهناك حكم أئمة اليمن، وهناك حكم للزعامات اليمنية المحلية، بالإضافة إلى بقايا حكم دولة بني طاهر في عدن. كما أن حكم العثمانيين في مصر في حالة من الفوضى والاضطراب مما جعل الحكام العثمانيين لا يهتمون كثيرًا بأمر اليمن.
اهتم السلطان سليمان القانوني بأمر مسلمي الهند، فأرسل حملة عسكرية بحرية إلى الهند بقيادة سليمان باشا الخادم والي مصر لمقاومة البرتغاليين، والسيطرة على تجارة مناطق الشرق عام 945هـ، 1538م. وأمر السلطان القانوني قائده سليمان باشا الخادم بالتوجه إلى اليمن أثناء سير الحملة باتجاه الهند. فعرج سليمان باشا الخادم على عدن ودخلها، وأنهى بذلك حكم الأمير عامر بن داوود آخر حكام بني طاهر. وعين سليمان باشا الخادم حاكمًا على اليمن من قبله اسمه بهرام. ثم توجه بعد ذلك إلى الهند حسب مخطط سير الحملة. وقد توقف سليمان باشا الخادم في اليمن أثناء عودته من الهند، وحاول أن يوطد نفوذ الدولة العثمانية في تلك البلاد عام 946هـ، 1539م، فنظم الإدارة العثمانية في جميع مدن اليمن الرئيسية، وأقام الولاة عليها، وبناءً عليه اعتبر القائد سليمان باشا الخادم الرجل العثماني الأول الذي ركز دعائم الحكم العثماني في اليمن ونظمه تنظيمًا إداريًا عثمانيًا، كما عُدّ ذلك ابتداء الفتح العثماني لليمن، لأن النظام الإداري في اليمن، وحكامه كانوا يعملون بالأنظمة المملوكية، وكان حكام المناطق حكامًا محليين كل منهم يعمل في دائرة نفوذه وأنظمته وقوانينه. وبحلول عام 948هـ، 1541م، أطلق العثمانيون ولأول مرة لقب باشا على حاكم اليمن، ومنح رتبة إدارية عثمانية هي رتبة بيلربي (بك البكوات)، وكان قبل ذلك التاريخ يلقب حاكم اليمن بلقب بك فقط.
وعلى الرغم من السيادة العثمانية في اليمن، والتنظيم الإداري العثماني فيه، وقوة الدولة العثمانية وشبابها وقتذاك، إلا أن نفوذ أئمة اليمن من الزيديين ظل قويًا وفاعلاً، وامتد إلى مناطق كبيرة من البلاد اليمنية، خاصة في المناطق الجبلية، وحصن الأئمة الزيديون مدينة تعز التي احتلها الوالي العثماني الجديد على اليمن أُوَيس باشا الذي وصل إلى اليمن عام 953هـ، 1546م. واستطاع هذا الوالي أن يوطد السيادة العثمانية على منطقة أوسع، وخاصة في المناطق الجبلية التي لم يصل إليها العثمانيون. واستطاع الوالي أن ينظم جندًا محليًا من اليمنيين يعملون جنبًا إلى جنب مع القوات العثمانية، لكن العسكر غدروا به وقتلوه. فتولى الأمر أزدمر باشا وهو من العسكر العثمانيين في اليمن. وأزدمر باشا مملوكي من الشركس، انتظم في خدمة العثمانيين، وعين واليًا على اليمن برتبة باشا. ومن أعماله في اليمن : محاربة الأئمة الزيديين، ودخول صنعاء، وجعلها مركزًا للولاية العثمانية ومكانًا لإقامة الباشا.
ظل أزدمر هذا في الباشوية حتى عام 964هـ، 1556م، فخلفه على باشوية اليمن مصطفى باشا المعروف بالنشار، وهكذا توالى تعيين الولاة العثمانيين على اليمن بشكل منتظم. ومن اليمن قرر العثمانيون في عهد السلطان سليمان القانوني احتلال بلاد الحبشة بقصد حماية البحر الأحمر والمقدسات الإسلامية في الحجاز من هجمات دولة البرتغال الاستعمارية التي حاولت ضرب النفوذ الإسلامي في البحار الدافئة، وهذا الأمر في حد ذاته يوضح مدى أهمية اليمن، خاصة سواحله وموانئه بالنسبة للاستراتيجية العثمانية في مناطق البحر الأحمر، وبحر العرب، والخليج العربي. وتجدر الإشارة هنا إلى أن الحبشة كانت حليفة للبرتغاليين في المنطقة. وصادف أن كانت حالة من الفوضى والاضطرابات تجتاح بلاد الحبشة، مما مكن العثمانيين من بسط نفوذهم على منطقة مدينة مصوع، ومدينة سواكن، فاستطاع العثمانيون بسط سيادتهم على المنطقة الساحلية من بلاد الحبشة دون التوغل في داخل البلاد، وإنهاء الحكم الحبشي الذي يتعاون مع البرتغال في الهجوم على مناطق العالم الإسلامي خاصة في مناطق البحر الأحمر.
ثار الأئمة الزيديون ضد العثمانيين عام 954هـ، 1547م بقيادة الإمام مطهر بن شرف الدين الزيدي، وساعده عدد من العسكر العثمانين الذين تمردوا على السلطة العثمانية في اليمن بسبب ضعف رواتبهم. وتعمقت الثورة اليمنية بسبب الخلاف القائم بين الوالي العثماني في زبيد وتهامة والوالي العثماني في صنعاء والمناطق الجبلية. ونمت الثورة الزيدية وازدهرت بعد وفاة السلطان سليمان القانوني. فدخل الإمام مطهر الزيدي مدينة صنعاء عام 975هـ، 1567م، مما جعل السلطان سليم الثاني يرسل سنان باشا والي مصر إلى اليمن على رأس حملة عسكرية لإعادة الأمن والنظام فيه، وكان ذلك عام 977هـ، 1569م. وتمكن سنان باشا من دخول صنعاء، وإرساء قواعد الأمن والنظام العثماني في اليمن، وبناء عليه، عدّ هذا الإنجاز العثماني الجديد في اليمن، الفتح العثماني الثاني لليمن، حيث إن الفتح الأول بدأ عام 946هـ، 1539م.
ومع هذا كله ظل الأئمة الزيديون على حالهم، فتعاملوا مع الولاة العثمانيين أحيانًا بشكل حسن، وظلوا يحافظون على استقلالهم في مناطقهم. وظل الأئمة الزيديون في أوقات كثيرة يثورون ضد السلطة العثمانية. فثار الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد، وشملت ثورته مناطق يمنية واسعة، مما أدى بالدولة العثمانية إلى إرسال حملات عسكرية ضد ثورته. ثم قامت ثورة أخرى بقيادة الإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم ضد الوالي العثماني أحمد فضلي عام 1031هـ، 1621م، فاستولى على صنعاء وتعز وعدن، واستطاع إخراج العثمانيين من اليمن عام 1046هـ، 1636م. وقد تمكن من ترسيخ دولة الإمامة الزيدية في اليمن، ومن هنا أصبح الأئمة الزيديون رمز الثورة اليمنية ضد العثمانيين.
كانت الدولة العثمانية قد قررت تعيين واليين على اليمن عام 974هـ، 1566م، أحدهما في ولاية اليمن المشكلة من التهائم والسواحل ومركزها مدينة زبيد، والثاني في ولاية اليمن المشكلة من تعز وصنعاء ومناطق الجبال، وهي محاولة هدف منها تثبيت دعائم الحكم العثماني في اليمن، وإرساء دعائم الأمن والنظام والاستقرار في المنطقة اليمنية التي ظلت تثور ضد الدولة على مدى التاريخ والوجود العثماني في اليمن. ويبدو أن تجربة العثمانيين هذه في تقسيم اليمن إلى قسمين قد أضعفت وجودهم فيه، وحدثت مشكلات كثيرة من جراء ذلك، مما شجع القوى المحلية للخروج على سيادة العثمانيين، ومحاولة تكوين سيادات محلية مستقلة، مستفيدة من الظروف والأحوال السيئة التي كانت تتعرض لها الدولة العثمانية بين الحين والآخر.
كانت الدولة العثمانية تدفع رواتب الجند والموظفين العثمانيين في اليمن تبعًا لنظام ساليانليّ، أي النظام السنوي، والمرتبات السنوية التي تدفع من واردات اليمن، ولم يكن في اليمن نظام الإقطاعات المعمول به في مناطق أخرى من ولايات الدولة العثمانية. وكانت موارده تصرف على رواتب الجند والموظفين، وما يزيد عن ذلك يرسل إلى المسؤولين العثمانيين. والواقع أن رواتب الجند والموظفين في اليمن قد تأثرت كثيرًا بالأوضاع الاقتصادية والداخلية في اليمن، وتأثرت كذلك بأحوال الأمن والنظام والاستقرار.
وقع انقسام بين صفوف أئمة اليمن، وحدث ضعف في السيادة العثمانية أيضًا، مما مهد إلى قيام حركات قبلية أدت إلى استقلال كل من حضرموت ولحج عام 1145هـ، 1732م، وعمت البلاد حالة من الفوضى والاضطراب بسبب الفراغات السياسية نتيجة لضعف السيادة العثمانية على اليمن. وحاولت الدولة العثمانية أن تسد هذا الفراغ عن طريق واليها محمد علي باشا الذي خاض حروبًا كثيرة في مناطق الجزيرة العربية، خاصة في عسير، ومناطق تهامة. وظلت حملات محمد علي تتوالى على عسير وتهامة ومناطق اليمن حتى عام 1256هـ، 1840م، إلى أن حددت معاهدة لندن نفوذه وحكمه في ولاية مصر فقط.
الاحتلال البريطاني
تعدّ عدن منطقة استراتيجية مهمة بالنسبة للدول الكبرى ذات المصالح التجارية والملاحية في البحار الدافئة، وفي مناطق شرقي آسيا، خاصة الهند. وكانت بريطانيا تهتم إلى حد كبير بعدن لأنها واقعة على طريق مواصلات الإمبراطورية البريطانية في الشرق. وهي مهمة أيضًا بالنسبة لشركة الهند الشرقية الإنجليزية العاملة في المنطقة. ويعد ميناء عدن، وجزيرة بريم الواقعة في فوهة مضيق باب المندب، وجزيرة كمران في البحر الأحمر، وجزيرة سوقطرى في المحيط الهندي من المواقع الرئيسية بالنسبة للمصالح البريطانية.
احتلت القوات البريطانية جزيرة بريم عام 1214هـ، 1799م. وفي عام 1255هـ، 1839م احتلت هذه القوات مدينة عدن بعد مقاومة محلية عنيفة. أخذت بريطانيا توسع حدود منطقة استعمارها بشكل تدريجي، في الوقت الذي انشغلت فيه الدولة العثمانية في حربها مع القوى المحلية اليمنية بزعامة الأئمة الزيديين فوسعت نفوذها الاستعماري على سواحل اليمن الغربية. وفي عام 1333هـ، 1915م أصبحت كل المقاطعات الشرقية والغربية تابعة لحكم بريطاني، وأشرف عليها نائب الملك البريطاني في الهند، وكانت عدن تابعة لنفوذه أيضًا. وفي المقاطعات الشرقية توجد : سلطنة القعيطي وقاعدتها المكلا، والكثيري وقاعدتها سيون، والمهد وقاعدتها المهد وقشن وسوقطرى ومركزها سوقطرى ومشيخة بير علي ومركزها بيرعلي ومشيخة حورة السفلى ومركزها حورة. وهناك محميات ومقاطعات غربية منها سلطنة لحج وقاعدتها الحوطة، والصبيحة وقاعدتها الطور، والعقارب وقاعدتها بير أحمد، والحواشب وقاعدتها مسيمير، والعوالق العليا ومركزها مضاب، والعوالق السفلى ومركزها أحور، وإمارة الفضلي ومركزها شقرة، ويافع العليا وقاعدتها المجحته، ويافع السفلى وقاعدتها القارة، وإمارة الضالع ومركزها الضالع، وإمارة بيحان ومركزها القبض.
انضمت ست سلطنات في اتحاد فيما بينها عام 1378هـ، 1958م بدعم من بريطانيا ومؤازرتها. ثم انضمت إلى هذا الاتحاد لحج ، ثم تتابع انضمام السلطنات والمشيخات والإمارات، ثم انضمت إليه مستعمرة عدن عام 1382هـ، 1962م، وسُمِّي هذا التكوين السياسي الاتحادي باسم اتحاد الجنوب العربي. وفي عام 1388هـ، 1968م، قررت بريطانيا الانسحاب من جنوب اليمن المحتل، وتنافست القوى اليمنية على من سيتولى أمور البلاد بعد الانسحاب البريطاني. وظهرت جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل بقيادة عبدالقوي مكاوي، وجبهة التحرير الوطنية بقيادة قحطان الشعبي. وحارب أتباع الجبهتين الإنجليز، وتحاربوا أيضًا فيما بينهم، وفي آخر المطاف سلمت بريطانيا مقاليد الحكم في اليمن الجنوبي إلى جبهة التحرير الوطنية بزعامة قحطان الشعبي، وغادرت القوات البريطانية جنوب اليمن عام 1387هـ، 1967م، وأعلن اليمنيون الجنوبيون قيام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، جمهورية عربية مستقلة.
حدث تغيير في الحكم في اليمن الجنوبي عام 1389هـ، 1969م فوضع قحطان الشعبي تحت الإقامة الجبرية، وتولى السلطة سالم ربيع علي، وتولى رئاسة الوزارة محمد علي هيثم، ثم علي ناصر محمد الذي كان يشغل منصب وزير الدفاع أيضًا. وقامت حركة انقلابية أخرى أطاحت بسالم ربيع علي، وتسلم عبدالفتاح إسماعيل مقاليد الحكم.وبعد بضع سنوات حدث انقلاب آخر أنهى حكم عبدالفتاح إسماعيل، وتولى الحكم من بعده علي ناصر محمد، وهكذا ظلت الأمور في اليمن الجنوبي مضطربة ردحًا من الزمن وقد أثَّر ذلك على الوضع الاقتصادي في البلاد.
الأئمة الزيديون والخلافات المحليّة
حدث خلاف بين الأئمة الزيديين، وطلب الإمام محمد بن يحيى النجدة والمساعدة من الأمير عائض بن مرعي، حاكم عسير. فأرسل عائض بن مرعي قوة عسكرية لمساعدة الإمام محمد بن يحيى، واستطاعت هذه النجدة دعم الإمام محمد بن يحيى وتثبيت سلطته في صنعاء، على أن يكون تابعًا لسيادة عائض بن مرعي. وكان عائض ابن مرعي مؤيدًا ومدعومًا من قبل الدولة السعودية.
لم تدم العلاقة الحسنة بين الإمام محمد بن يحيى وبين عائض بن مرعي، مما أدى بابن مرعي إلى أن يرسل حملة عسكرية تحت زعامة الشريف حسين بن علي حيدر، عامل ابن مرعي على أبوعريش، لتأديب الإمام محمد بن يحيى. لكن اليمنيين هزموا جيش الشريف حسين بن علي حيدر، وأسروا قائده ابن حيدر.
انتهز العثمانيون في الحجاز فرصة الخلاف الناشب بين آل مرعي والإمامة الزيدية في اليمن، فأرسلوا جيشًا عثمانيًا احتل الحديدة وبعض أجزاء من تهامة سنة 1266هـ، 1849م. وتمكن توفيق باشا والي جدة العثماني من دخول صنعاء دون أن يلقى مقاومة تذكر. وحدث تفاهم بين الوالي العثماني توفيق باشا والإمام محمد بن يحيى، مما أغضب اليمنيين الذين ثاروا على الإمام محمد بن يحيى، وألقوا القبض عليه، ونصبوا الإمام الزيدي علي بن المهدي بديلاً عنه، وقد تمكن الثوار اليمنيون من إخراج القوات العثمانية من صنعاء.
وجه العثمانيون حملة جديدة إلى اليمن عام 1285هـ، 1868م لتأديب الثوار اليمنيين. أبدى اليمنيون بسالةً في مقاومة هذه الحملة وفرضوا على العثمانيين الحصار حتى اضطروهم إلى الاستسلام.
وتحت ضغط الثورة الزيدية والأئمة الزيدية على العثمانيين في اليمن، اضطر الوالي العثماني عزة باشا أن يعقد صلحًا مع الإمام الزيدي اليمني يحيى حميد الدين عام 1329هـ، 1911م في دَعَّان، وهي قرية غربي مدينة عمران، وأهم شروط اتفاقية دعان هي: 1- أن يشرف الإمام يحيى حميد الدين على شؤون القضاء والأوقاف وتعيين الحكام والمرشدين. 2- تشكيل محكمة مؤلفة من هيئة شرعية تكون في الواقع محكمة استئناف للنظر في الشكاوى التي يعرضها الإمام. 3- أن يكون مركز المحكمة الاستئنافية في مدينة صنعاء، وينتخب الإمام رئيسها وأعضاءها، وتصدق على هذا التعيين الدولة العثمانية. 4- في حال صدور أحكام بالقصاص، لابد أن تصادق عليها الحكومة العثمانية في الآستانة، وصدور الإرادة السنية بذلك، بشرط ألا يتجاوز زمن تلك الإجراءات أربعة أشهر. 5- تكون في اليمن ولاية عثمانية يتصل الإمام بها مباشرة، وهي بدورها تحيل الأمر إلى الآستانة. 6- يحق للحكومة العثمانية أن تعين قضاة شرعيين في المناطق التي يوجد فيها سكان شوافع وأحناف. 7- تشكيل محاكم شرعية مختلطة من قبل قضاة وعلماء من الشوافع والزيديين للنظر في الدعاوى التي تقام من قبل المذاهب المختلفة. 8- تعين الحكومة العثمانية محافظين تحت اسم مباشرين للمحاكم السيارة التي تتجول في القرى لفصل الدعاوى الشرعية هناك، وذلك دفعًا للمشقات التي يتكبدها أصحاب المصالح في الذهاب والإياب إلى مراكز الحكومة في المدن. 9- صدور عفو عام عن الجرائم السياسية. 10- لا تجبى الضرائب من أهالي أرحب وخولان وجبل الشرق مدة عشر سنوات بسبب فقرهم وخراب بلادهم. 11ـ لا تؤخذ أي ضرائب غير التي وردت في الشرع الإسلامي. 12ـ على الإمام أن يعطي الدولة العثمانية عُشر حاصلاته. 13ـ يحق لمأموري الدولة العثمانية في اليمن أن يتجولوا في أنحاء اليمن بشرط ألا يخلوا بالسكينة والأمن.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن الوالي محمود نديم باشا الذي خلف الوالي عزة باشا، هو آخر الولاة العثمانيين في اليمن، لأن الإمام الزيدي يحيى حميد الدين دخل مدينة صنعاء عام 1336هـ، 1918م، وأعلن نفسه حاكمًا مستقلاً على اليمن، وأصبح الإمام بهذا الإعلان سيد الموقف في اليمن، وأصبح عليه المسؤولية الأولى في التصدي للمشكلات والمتاعب الكثيرة الموجودة في البلاد داخليًا، ومشكلات الحدود مع جيرانه، والمشاكل التي نجمت عن احتلال بريطانيا لبلاد اليمن الجنوبي، ومشكلات الحرب العالمية الأولى وغيرها من القضايا الأساسية، مثل حادثة ضرب ميناء الحديدة اليمني بمدفعية الأسطول البريطاني في البحر الأحمر، ثم احتلاله من قبل القوات البريطانية، بمساعدة الإدريسي حاكم تهامة عسير (المقاطعة الإدريسية) على ساحل البحر الأحمر.
علاقات الإمام يحيى ببريطانيا. بعد أن قذف الأسطول البريطاني ميناء الحديدة بالمدفعية واحتله عام 1336هـ، 1918م، أرسلت الحكومة البريطانية بعثة الكولونيل جاكوب عام 1337هـ، 1919م إلى صنعاء لكن جاكوب وأفراد بعثته أسروا من قبل القبائل، ولم يتمكن جاكوب من الوصول إلى صنعاء. حاول الإمام يحيى حميد الدين أن يصفي علاقته بالبريطانيين جيرانه في اليمن الجنوبي المحتل، فأرسل القاضي عبدالله العرشي مندوباً له مقيمًا في عدن. لكن الإمام فوجيء بتسليم بريطانيا الحديدة إلى السيد الإدريسي في أعقاب الحرب العالمية الأولى، مما أدى إلى توتر العلاقات بين الإمام يحيى حميد الدين وبريطانيا عام 1338هـ، 1920م.
استدعى الإمام يحيى حميد الدين مندوبه العرشي من عدن. ثم شن هجومًا يمنيًا على المحميات الجنوبية المحتلة من قبل بريطانيا، مثل محمية الضالع والشعيب والقعيطي وغيرها، واحتل مدينة البيضاء، مما جعل بريطانيا ترسل بعثة السير جلبرت كلايتون إلى صنعاء عام 1921م للتباحث مع الإمام يحيى في هذا الأمر، إلاّ أنها لم تنجح. وقام كلايتون بزيارة ثانية إلى صنعاء عام 1925م، وفاوض خلالها الإمام مدة شهر دون أن تؤدي هذه المفاوضات إلى اتفاق مرض.
شن الإمام هجمات جديدة على المحميات المجاورة، ولجأ بعض شيوخها إلى عدن، فردت الطائرات البريطانية على هذا الهجوم بقيام غارات جوية على المدن اليمنية عام 1347هـ، 1928م. ومع هذا جرت محاولة لتسوية الموضوع بين اليمن وبريطانيا، وتوصل المفاوضون إلى صيغة معاهدة عام 1350هـ، 1931م، وقعتها بريطانيا بعد ثلاثة أعوام، أي عام1353هـ، 1934م، وتبودلت وثائق التصديق على المعاهدة بين الطرفين. وأهم بنود تلك المعاهدة: 1- تعترف بريطانيا بالإمام يحيى حميد الدين ملكًا مستقلاً على اليمن، ويقصد بذلك اليمن الشمالي. 2- أن يحافظ الطرفان المتعاهدان على سياسة حسن الجوار والصداقة بينهما. 3- أن يعمل الطرفان على تخطيط الحدود بينهما، وتسوية مشكلاتهما عن طريق المفاوضات السلميّة.
وفي عام 1951م عقدت معاهدة جديدة بين اليمن وبريطانيا إلا أنها لم تؤد إلى حل الخلافات الحدودية بين الدولتين، وبناءً عليه ظلت العلاقات متوترة. أما عن علاقة اليمن بالدول الكبرى الأخرى، فكانت علاقة حسنة مع دول الاتحاد السوفييتي، فقد سبقت اليمن جميع أقطار العالم العربي في إقامة علاقات مع السوفييت عام 1347هـ، 1928م، وتوقيع معاهدة معهم. وقد جددت اليمن تلك المعاهدة بمعاهدة أخرى عام 1375هـ، 1955م، ركزت على العلاقات الدبلوماسية والتجارية ووقع اليمن معاهدة مع هولندا عام 1352هـ، 1933م، ركزت على موضوع التجارة، ومعاملة سفن الطرفين معاملة الدول الأولى بالرعاية. وعقدت معاهدة مع بلجيكا عام 1355هـ، 1936م، ومع الحبشة عام 1354هـ، 1935م، ومع فرنسا عام 1355هـ، 1936م، وقررت فرنسا أن تقوي علاقتها مع الإمام، فسعت لأخذ امتياز بمد خط حديدي بين صنعاء والحديدة ليكون لفرنسا موطئ قدم في البحر الأحمر منافسة بذلك بريطانيا، وظلت هذه الأفكار مجرد خطط. كما أقام الإمام علاقات وديّة مع الجمهورية التركية الحديثة عام 1346هـ، 1927م، ومع الولايات المتحدة عام 1366هـ، 1946م. وظلت إيطاليا أكثر الدول الأوروبية اهتمامًا بأمر علاقاتها مع اليمن، فقوت تلك العلاقات، وعقدت معاهدة عام 1346هـ، 1927م بعد مباحثات في صنعاء، أجراها السنيور غاسباريني حاكم إرتريا التي كانت تحت الاستعمار الإيطالي، وجددت تلك المعاهدة عام 1355هـ، 1936م. وكانت إيطاليا تقدم للإمام مساعدات عسكرية وتبيعه الأسلحة والمعدات.
العلاقات اليمنية السعودية. شكل محمد بن أحمد الإدريسي إمارة صغيرة عرفت بإمارة الأدارسة في منطقة جازان ونجران أو ما يعرف في نطاق ضيق بمنطقة المخلاف السليماني في ثلاثينيات القرن التاسع عشر الميلادي. وينسب الأدارسة إلى عالم فقيه من أهل فاس بالمغرب اسمه أحمد الإدريسي. وقد حاول محمد بن علي بن محمد بن أحمد الإدريسي تقوية الإمارة خاصة بعد أن أدرك أن كلا من الشريف حسين بن علي ـ شريف مكة ـ والإمام يحيى حميد الدين ـ إمام اليمن ـ قد عدّ أرض الإمارة جزءًا من أراضيه. وكي يحافظ السيد محمد بن علي الإدريسي على إمارته اتصل بعبدالعزيز آل سعود، سلطان نجد وملحقاته، وطلب منه العون والدعم خاصة وأن سلطان نجد وملحقاته كان على علاقة سيئة مع شريف مكة وإمام اليمن وهو وقتها حاكم منطقة عسير الداخلية ويهمه أمر المنطقة الإدريسية المجاورة لحدوده. وجد الإدريسي الدعم من سلطان نجد وملحقاته واستمر منيع الجانب حتى وفاته عام 1923م.
اضطربت الإمارة الإدريسية بعد وفاة السيد محمد بن علي الإدريسي مما دعا الحسن بن علي الإدريسي إلى توقيع معاهدة مع الملك عبدالعزيز عام 1345هـ، 1926م عرفت باسم معاهدة الحماية الخاصة بالإمارة الإدريسية تم بموجبها وضع ما بقي من إمارة الإدريسي تحت حماية الدولة السعودية الحديثة. فاحتفظ الملك عبدالعزيز آل سعود بموجب تلك المعاهدة بالشؤون الخارجية للمقاطعة الإدريسية، تاركًا الشؤون الداخلية للحسن الإدريسي يتصرف في إدارتها المحلية، ويساعده مندوب سعودي. لكن الإدريسي قرر استعادة نفوذه، وسلخ مقاطعته عن المملكة العربية السعودية، وحاول الاستعانة باليمن، فأرسل الملك عبدالعزيز آل سعود حملة عسكرية إلى صبيا، لم يستطع الحسن الإدريسي مقاومتها، فرحل مع أهله وأقاربه إلى اليمن. وفي عام 1353هـ، 1934م وقعت المملكة العربية السعودية والمملكة اليمنية في مدينة الطائف معاهدة أنهت الحرب بينهما. وفي 10/3/1421هـ الموافق 12/6/2000م تم توقيع معاهدة الحدود بين البلدين في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية. انظر: الدولة السعودية الثالثة.
علاقات اليمن الخارجية الأخرى. شارك اليمن مع وفود الدول العربية الأخرى في بحث القضية الفلسطينية في مؤتمر القاهرة عام 1358هـ، 1939م، وفي بلودان بسوريا عام 1366هـ، 1946م، ووقف اليمن إلى جانب أشقائه في الدفاع عن قضية العرب والمسلمين، في قضية فلسطين. واشترك اليمن في مباحثات ومشاورات الوحدة العربية التي بدأها مصطفى النحاس رئيس وزراء مصر، وتمخض عن تلك المحادثات قيام جامعة الدول العربية عام 1365هـ، 1945م. ودخل اليمن عضوًا في هيئة الأمم المتحدة في أعقاب الحرب العالمية الثانية، وذلك عام 1367هـ، 1947م. ودخل اليمن في اتحاد فيدرالي مع مصر (الجمهورية العربية المتحدة آنذاك) عام 1958م.
المعارضة اليمنية ضد حكم الإمام. تمردت بعض القبائل عام 1344هـ، 1925م على حكم الإمام يحيى حميد الدين، وقد أُخمدت حركة التمرد هذه على يد قوة عسكرية قادها عبدالله بن أحمد الوزير. وقامت حركة تمردية أخرى ضد الإمام الزيدي، كانت من قبل قبيلة الزرانيق عام 1348هـ، 1929م، وبقيت الثورة مشتعلة عامين، بعدها تمكن سيف الإسلام أحمد بن الإمام يحيى حميد الدين من القضاء عليها بالقوة. وقامت حركة معارضة أخرى ضد الإمام يحيى قادها محمد الدباغ في مدينة البيضاء عام 1359هـ، 1940م وقضى عليها هي الأخرى بالقوة العسكرية. ثم قامت ثورة أخرى ضد الإمام سنة 1368هـ، 1948م اشترك فيها بعض أبناء الإمام يحيى، ومعهم عبدالله بن أحمد الوزير، ونجحت في الإطاحة بالإمام، إلاّ أن ابنه سيف الإسلام أحمد تمكن من القضاء على الثورة، وانتزع الحكم من الثوار بالقوة، وأصبح إمامًا على اليمن. وتوفي الإمام أحمد بن يحيى عام 1382هـ، 1962م، وخلفه ابنه الإمام سيف الإسلام محمد البدر الذي لُقِّبَ بالمنصور بالله. ولكن حدث انقلاب عسكري ضده بعد ثمانية أيام من توليه الإمامة، قامت به جماعة من الضباط بزعامة عبدالله السلال، وأعلن السلال ومجموعته نهاية حكم الإمامة الزيدية في اليمن وقيام الجمهورية اليمنية.
القوات المصرية في اليمن. استنجد السلال بمصر، فأمده الرئيس جمال عبدالناصر بقوات مصرية، ومعدات حربية، وحصل في اليمن صراع طويل ومرير بين أنصار الإمام أو من يُعرفون بأنصار الملكيّة اليمنية وأنصار الجمهورية. ودام الصراع مدة سبع سنوات، ولم ينته إلا عام 1389هـ، 1969م. وقد انسحبت القوات المصرية من اليمن عام 1387هـ، 1967 بعد لقاء تم بين الرئيس جمال عبدالناصر والملك فيصل بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية في مدينة الخرطوم في مؤتمر القمة العربي في أعقاب هزيمة عام 1387هـ، 1967م في الحرب العربية- الإسرائيليَّة.
تعدد الانقلابات العسكرية. وما إن تم انسحاب القوات المصرية من اليمن حتى قامت حركة جديدة أطاحت بالسلال الذي لجأ إلى بغداد، وشكل الانقلابيون مجلسًا رئاسيًا لإدارة البلاد برئاسة عبدالرحمن الإيرياني وكان القتال قد استمر في أجزاء من اليمن حتى عام 1389هـ، 1969م، على الرغم من انسحاب القوات المصرية من البلاد اليمنية عام 1387هـ، 1967م. وقد توقف القتال اليمني في أواخر عام 1389هـ، 1969م. ثم خرج عبدالرحمن الإيرياني من اليمن في عام 1394هـ، 1974م، وتسلم رئاسة الوزراء المقدم إبراهيم الحمدي. وبعد مرور ثلاث سنوات تم اغتيال إبراهيم الحمدي وتسلم رئاسة الحمهورية رئيس الأركان العقيد أحمد الغشمي، وهو من رؤساء قبيلة همدان. وبعد عام واحد، في عام 1398هـ، 1978م، اغتيل الغشمي وتسلم علي عبدالله صالح رئاسة الدولة. انظر: صالح، علي عبد الله.
على الرغم من كثرة الحوادث السياسية في اليمن، وعلى الرغم من الحرب الأهلية اليمنية وكثرة الاضطرابات فيه إلا أن تطورات اقتصادية وتنموية قد أخذت مكانها في اليمن، فقد أنشات شركة للتجارة الخارجية، وشركة الكبريت، وشركة التبغ، وشركة المحروقات، وشركة المخا الزراعية، وشركة الكهرباء، والشركة اليمنية لتعدين الملح، ومؤسسة القطن العامة، ومصنع الغزل والنَّسيج، وعدة مشروعات زراعية، وشركة ظفار للملاحة البحرية، وشركة الخطوط الجوية اليمنية، والمؤسسة اليمنية للهندسة والمقاولات، ومؤسسات أخرى تعنى بالبناء والتشييد. كما أنشئت في البلاد المستشفيات، وأقيمت المدارس المنظمة، وشيدت جامعة صنعاء. وأنشئت في البلاد عدة طرق حديثة. وقدمت بعض الدول المساعدات لليمن ويأتي على رأسها المملكة العربية السعودية، وجمهورية مصر العربية، والاتحاد السوفييتي السابق، والصين الشعبية، والولايات المتحدة الأمريكية.
الوحدة اليمنية
جرت في اليمنين عدة محاولات لقيام وحدة بينهما، تضم اليمن الشمالي واليمن الجنوبي. فأهم مقومات الوحدة في اليمن الدين الإسلامي والتاريخ الواحد، والآمال والأهداف الواحدة، واللغة الواحدة، وتقارب العادات والتقاليد والأساليب الاجتماعية بوجه عام، والارتباط بوحدة جغرافية مشتركة.
وبفضل المساعي المشتركة بين الحكومتين اليمنيتين حدث توحيد لشطري اليمن في 22 مايو عام 1990م، وتسلم رئاسة الدولة رئيس اليمن الشمالي علي عبدالله صالح، وأصبح نائب الرئيس علي سالم البيض. ومرت على الوحدة أربع سنوات بدأت تظهر خلالها الصعوبات والمعوقات التي يحتاج حلها إلى صبر ورويَّة ونكران الذات خدمة للشعب اليمني. وقد تعمقت الخلافات إلى حد اندلعت فيه الحروب والمعارك بين الشطرين الموحدين رغم تدخُّل بعض الدول العربية للمصالحة بينهما، وتوسُّط جامعة الدول العربية، وتوقيع وثيقة العهد والاتفاق بين الرئيس علي عبدالله صالح ونائبه علي سالم البيض في مدينة عَمَّان بالأردن. توسع مجال الخلاف بين الطرفين، بعد أن أعلن اليمن الجنوبي انفصاله عن اليمن الشمالي مستعيدًا اسم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، ممّا أتاح فرصة قيام تدخل دولي، فأصدر مجلس الأمن الدولي في يوم الأربعاء في مطلع شهر يونيو عام 1994م قرارًا بوقف القتال الدائر فورًا، وقيام لجنة من هيئة الأمم لتقصي الحقائق، وفرض حصار على توريد الأسلحة للطرفين المتصارعين. انتهت الحرب بهزيمة مجموعة علي سالم البيض وإعادة توحيد الشطرين في دولة واحدة يرأسها علي عبدالله صالح وعاصمتها صنعاء. وفي أبريل 1997م، أعيد انتخاب الرئيس علي عبدالله صالح لفترة رئاسية جديدة.
وفي نوفمبر 2000م، وافق البرلمان اليمني على تعديل الدستور بما يسمح للرئيس اليمني بمد فترة رئاسته إلى سبع سنوات بدلاً من خمس، وبحل البرلمان ومد دورة البرلمان إلى ست سنوات بدلاً من أربع. وفي الاستفتاء الذي أجري في مارس 2001م، وافق اليمنيون على التعديلات الدستورية بنسبة 2.73%. وتم في الشهر نفسه انتخاب ممثلي المجالس المحلية والمحافظات، وفاز مرشحو حزب المؤتمر الشعبي بمعظم المقاعد. يذكر أن إجراء الانتخابات في هذه المجالس هي الأولى بعد توحيد الشطرين.
هناك 4 تعليقات:
ما شاء الله تبارك الله
موضوع مميز على معلومات قيمة على صور رائعة
تقرير إبداعي من أخت مبدعة ورائعة.
موفقة أختي والله يسعدكم يا رب.
سعد الحربي
اسعد الله صباحك ومساءك
الاروع هو مرورك وعطر حرفك
ووفقك الله لم فيه خير الدنيا والآخرة
اسعدني مرورك وطيب حرفك
دمت بكل خير وود
زهرة
شكرا للمعلومات والتي أقرأها للمرة الأولى
infowksl
اشكر تواجدك و مرورك
واتمنى ان تنال مشاركاتي دوما على
اعجاب الجميع والاستفادة منها
دمت بكل خير وود
زهرة
إرسال تعليق