بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في أوائل القرن العشرين كانت أكثر المدن الفلسطينية ثقافة ورفعة. واستوطن في المدينة عبر العصور جماعات مختلفة من عرب وأرمن ويونان وفارسيين وألمان وهنود، كما شجع ثيودور هرتسل اليهود على الاستيطان فيها.
في نكبة عام 1948 م، طُرِد وهُجِّر غالبيّة سكان حيفا العرب منها فاستحالوا لاجئين حيث لم يسمح إلا للقليل منهم بالعودة إلى مدينتهم، في حين صادرت دولة إسرائيل البيوت العربية التي هجَِرت من أهلها. هذا وما زال سكّان حيفا العرب يعانون من المحاولات المتكرّرة لطمس التاريخ والماضي العربي وللتهويد الكلي للمدينة؛ وهو ما نراه في عمليات الهدم الجارية في حي وادي الصليب، وفي تغيير اليافطة الموجودة في مدخل حي وادي الجمال لتحمل الاسم العبري “عين هايام” بأحرف عربية، وفي إهمال البلديات للأحياء العربية القديمة كالحليصة والمحطّة وما إلى ذلك.[2] بالإضافة إلى كل ذلك، فلم يتم بناء أي حي عربي جديد في حيفا منذ 1948، في حين تمّ بناء المئات من الأحياء اليهودية.[2] ويعتبر السكان العرب الذين بقوا اليوم من أنشط الجماعات الداعية إلى المساواة في إسرائيل، كان من بينهم الكاتب إميل حبيبي، المؤرخ اميل توما، الكاتب بولس فرح، المحامي الأرض حنا نقارة، والقائد توفيق طوبي.
حيفا في العصور القديمة
ما زال الغموض يكتنف نشوء المدينة، إذ لم يستطع المؤرخون تحديد الفترة الزمنية
التي نشأت فيها المدينة، رغم أن معظم الحفريات الأثرية تشير إلى أن مناطق
حوض شرق البحر الأبيض المتوسط، كانت أحد أهم المناطق التي أقام فيها الإنسان
حضارته، نظرا لموقعها الجغرافي المتميز، ومناخها المعتدل وخصوبة أرضها،
ووفرة المياه فيها، وقد تبين من خلال الاكتشافات الأثرية في المدينة أنها كانت من
المدن التي استوطنها الإنسان منذ أقدم العصور. وعند شواطئ حيفا نشبت معركة
بين الإسرائيل والمصريين في عهد رمسيس 1191 ق.م، امتلك الإسرائيليون بعدها
الساحل من غزة إلى الجبل، ولما استولى اليهود في عهد يوشع بن نون على
إسرائيل جعلت حيفا من حصة (سبط منسي). أصبحت تابعة لحكم أشير أحد أسباط
بني إسرائيل، بعد سقوط الحكم الكنعاني. وقد تقلبت عليها الأحوال فهدمت وخربت
مرات كثيرة في عهود الأمم التي تقلبت على إسرائيل،كالآشوريين، والكلدانيين
والفرس واليونان والسلوقيين. وفي عام (104 م) خضعت حيفا للحكم المصري
الحكم العربي الإسلامي
تم فتح حيفا في عهد الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان، وذلك على يد قائده عمرو بن العاص عام 633 م، ونتيجة لذلك بدأت القبائل العربية بالاستقرار في بلاد الشام، وعلى وجه الخصوص في مناطق الساحل الفلسطيني، ومن أهم القبائل التي استقرت في منطقة حيفا قبيلة بن عامر بن لام في سهل مرج ابن عامر، وقبيلة بن لام في منطقة كفر لام، وبقيت حيفا جزءا من الدولة الإسلامية طيلة العهد الأموي والعباسي.
حيفا في عصر الغزو الفرنجي (الحروب الصليبية)
ضعفت الدولة العباسية في أواخر عهدها، وعجز الخلفاء في السيطرة على أجزاء الدولة الإسلامية المترامية الأطراف، الأمر الذي أدى إلى تمرد بعض الولاة وإعلان قيام دويلاتهم المستقلة عن الدولة الأم، وهو ما يعرف في التاريخ بعصر الدويلات، وقد ترتب على ذلك زيادة في ضعف الدولة الإسلامية وتشتتها وفرقتها، مما حدا بالدول الأوروبية إلى إظهار مطامعها بأملاك الدولة الإسلامية من خلال محاولاتها السيطرة على أجزاء من أراضى هذه الدولة بحجة حماية المناطق المقدسة، وقد أدت هذه الأطماع إلى القيام بعدد من الحملات. ومع بدء الحملة الأولى على الشام بقيادة “جود فري” سقطت حيفا بيد الفرنجة عام 1110م على يد “تنكريد” أحد قادة هذه الحملة.
حيفا في العهد العثماني
انتقلت حيفا إلى العثمانيين في عهد سليم الأول 922هـ – 1516م. وقد أشير إليها في مطلع العهد بأنها قرية في ناحية ساحل عتليت الغربي التابع لسنجق (لواء) اللجون، أحد ألوية ولاية دمشق الشام. بدأ العثمانيون منذ النصف الثاني من القرن السادس عشر يعمرون ببطء، وذكرت دفاتر التمليك (الطابو) أن قرية حيفا كانت ضمن قطاع آل طرباي الذين أصبحوا يعرفون باسم الأسرة الحارثية في مرج ابن عامر 885 – 1088هـ / 1480- 1677م. وشهد العهد العثماني بناء الكثير من معالم حيفا المعمارية، كمسجد الإستقلال وضريح الباب.
الاستيطان الألماني في مدينة حيفا
بدأ هذا الاستيطان 1868م، من قبل مجموعة عائلات ألمانية قادمة من جنوب غرب ألمانيا، وقد أقام هؤلاء مستوطنة لهم في القسم الغربي من المدينة، حيث زودوها بكل وسائل الرفاه والتنظيم، فأقاموا المدارس الخاصة بهم وعبدوا الطرق وبنوا الحدائق، ووفروا كل مرافق الخدمات العامة فيها، ونتيجة لذلك بدأ عدد سكان المستعمرة في التزايد. وتلاحق بناء المستوطنات الألمانية في منطقة الساحل، حيث أقيمت مستعمرة ثانية عام 1869م في حيفا، ثم مستعمرة ثالثة بجوار سابقتها أطلق عليها اسم شارونا، وقد مهدت هذه المستوطنات في النهاية إلى إقامة أول حي ألماني على الطراز الحديث في المدينة، وهو حي “كارملهايم” في جبل الكرمل.
لا شك أن الألمان ساهموا في تطور مدينة حيفا، من خلال ما جلبوه من وسائل وأساليب زراعية حديثة.
حيفا في عهد الانتداب البريطاني
بعد خروج بريطانيا منتصرة من الحرب العالمية الأولى عام 1918م، أصبحت فلسطين خاضعة لانتداب البريطاني الذي أقيم على أساس وعد بلفور الذي وعد الحركةالصهيونية بإقامة “وطن قومي” يهودي في فلسطين وطرد سكانها الأصليين العرب. في السنوات الأولى من فترة الانتداب شجعت سلطات الانتداب الهجرة اليهودية إلى فلسطين وسهلت عليهم إجراءات شراء الأراضي في منطقة الانتداب. غيرت السلطات البريطانية سياستها في فترة لاحقة، ولكن عدد السكان اليهود في مدينة حيفا كان أقلية في بداية أربعينات القرن ال-20. وقد بلغ عدد التجمعات اليهودية الجديدة التي أقيمت في قضاء حيفا خلال فترة الانتداب 62 تجامعا سكنيا. وأصبح اليهود أكثرية في حيفا بعد طرد سكانها الأصليين العرب بعد نكبة الشعب الفلسطيني عام 1948.
في خطة تقسيم فلسطين من 1947 وقعت حيفا ضمن حدود الدولة اليهودية الموعودة حيث قررت لجنة الأمم المتحدة أن تكون المدينة الميناء الرئيسي لهذه الدولة. وفي 21 أبريل 1948 أبلغ الحاكم العسكري البريطاني العرب قرار الجلاء عن حيفا في حين كان قد أبلغ الجانب الصهيوني بذلك قبل أربعة أيام وكان هذه الإعلان إشارة لبدء القواتا لصهيونية خطتها فى الاستيلاء على المدينة
منظر عام قديم لحيفا في الاتجاه الغربي، اُنقر الصورة لتكبيرها. 1935
منظر عام لحيفا قبل النكبة اُخذ من الشاطئ الموجود في الجهة الشمالية الشرقية.
قبر الشيج المجاهد عز الدين القسام السورى الاصل
في قرية بلد الشيخ امام مسجد الاستقلال في حيفا
ولد عز الدين القسام في مدينة جبلة السورية الساحلية قضاء مدينة اللاذقية السورية المشهورة والأرجح أن ولادته كانت في سنة 1882م .
والد الشيخ القسام هو عبد القادر مصطفى القسام من المشتغلين بالتصوف وعلوم الشريعة . ومن ذلك نشأ في بيت علم وتقى قد رُبى وتعلم في زاوية الإمام الغزالي وعمل في مدرسة " كُتاب " درّس فيها أبناء مدينة جبلة أصول القراءة وحفظ القرآن ثم اشتغل لفترة مستنطقاً في المحكمة الشرعية .
سافر الشيخ المجاهد عز الدين القسام لمصر للأزهر طلباً للعلم و كان يحضر دروس الشيخ محمد عبده واستمرت دراسته في الأزهر عشر سنوات .
عاد الشيخ عز الدين القسام إلى سوريا عام 1906 بعد أن نال الشهادة الأهلية وأخذ يدرس العلوم الأدبية والقراءة والكتابة وحفظ القرآن لأطفال القرية وتولى خطابة الجمعة في مسجد المنصوري فدب في القرية حماس ديني شديد فكانت شوارعها تُرى مقفرة إذا أذن لصلاة الجمعة، وبنشاطه في الدعوة والتعليم ذاع صيته وانتشر اسمه .
واصبح موئلاً ومقصداً ، وكان في سيرته الشخصية مثال الفضيلة والكمال ، لا ينهى عن خلق ويأتي مثله ، ولا يدعو إلى طريق إلا ويكون أول سالك له ، فكثر اتباعه ومريدوه وعظم شأنه وذاع صيته .
جـــــهــا ده:
في 27 أيلول 1918 أعلن جمال باشا انسحاب الدولة العثمانية جيشاً وحكومة من سوريا وفي مطلع تشرين الأول 1918 دخلت جيوش الحلفاء دمشق .
في العام 1919 تألفت الفرق الثورية في سوريا بعد قيام فرنسا بتقسيم المنطقة إلى عدة أقسام ، وكانت الفرق الثورية تعمل تحت قيادات متباينة وفي مناطق مختلفة وهذه الفرق هي :
ثوار إبراهيم هنانو
ثوار الشيخ صالح العلي
ثوار صبحي بركات
ثوار عمر البيطار وعز الدين القسام
دور الشيخ عز الدين القسام في الثورة : _
خلال الحرب العالمية الأولى " 1914 _ 1918 " أخذ القسام يعطي الدروس التحريضية تمهيداً لإعلان الثورة، و عندما نادي المنادي للجهاد وكان القسام أول من لبى و أجاب ، فانضم إلى ثوار عمر البيطار في قرية شير القاق من جبال صهيون ، وانتظم في عداد رجالها وتقلد السلاح جنديا في خدمة الإسلام ، وكان معه طائفة من مريديه واتباعه الذين علمهم وهذبهم .
وكان أول من رفع راية المقاومة لفرنسا وأول من حمل السلاح في وجهها . كما كان في طليعة المجاهدين واستمر هو وإخوانه حوالي سنة في مقارعة الفرنسيين " 1919 _ 1920 " .
وقد حاول الفرنسيين اقناعه بترك الثورة لكنهم فشلوا فى ذلك ثم ذهب الى حيفا وهناك بدا يعد للثورة من خلال الخطب والدروس فى المساجد
أسس الشيخ القسام هو وصديقه رشيد الحاج إبراهيم رئيس فرع البنك العربي في المدينة فرع لجمعية الشبان المسلمين . وكان ذلك في شهر أيار من عام 1928م .
وكان الشيخ القسام يزور القرى المجاورة والمدن ويدعو فيها للجهاد وفي ذلك كان يختار القسام العناصر الطليعية للتنظيم وبدأت عصبة القسام السرية تنسج خيوطها الأساسية في عام 1925م ولكن العصبة لم تبدأ عملها الجهادى إلا بعد العام 1929 م .